حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,26 يونيو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 6882

د.نشأت العزب يكتب: العالم يستشهد بخطاب جلالة الملك في البرلمان الأوروبي و دعوته للسلام الشامل

د.نشأت العزب يكتب: العالم يستشهد بخطاب جلالة الملك في البرلمان الأوروبي و دعوته للسلام الشامل

د.نشأت العزب يكتب: العالم يستشهد بخطاب جلالة الملك في البرلمان الأوروبي و دعوته للسلام الشامل

24-06-2025 11:21 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د.نشأت العزب
في لحظة تاريخية فارقة، حيث تتلاطم أمواج التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، وتتسع رقعة الدمار والخسائر البشرية في مشهد يؤرق الضمير الإنساني، يرتفع صوتٌ مدوٍ من قلب أوروبا، ليصبح مَنارةً يهتدى بها العالم أجمع، إنه صوت جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، الذي اخترق سكون قاعات البرلمان الأوروبي قبل أسابيع قليلة بكلماتٍ لم تكن مجرد خطاب سياسي عابر، بل كانت رؤيةً استشرافية من رجل دولةٍ حقيقي، يرى بعين الحكمة عواقب التهور ويستشعر الخطر المحدق بمستقبل المنطقة والعالم بأسره.

لقد كانت دعوة جلالته صريحة، غير قابلة للتأويل: "لا أحد سيكون في مأمن إن لم يتم وقف هذا التصعيد"، جملة قصيرة، تحمل في طياتها تحذيراً عميقاً من انزلاقٍ قد لا تحمد عقباه، لم يكتفِ جلالته بذلك، بل ربط السلام الشامل بالسلام الفلسطيني، مؤكداً أن "السلام لن يتحقق إلا إذا حصل الفلسطينيون على السلام أيضاً"، هنا تكمن حقيقةٌ جوهرية غابت عن الكثيرين، أو ربما تعمدوا تغييبها؛ إن السلام ليس حلماً مجزأً، ولا يمكن فرضه بقوة السلاح، بل هو كيانٌ متكاملٌ لا يكتمل إلا بالعدل، والاحترام المتبادل، والاعتراف بالحقوق المشروعة، هذه الكلمات، التي نبعت من قلبِ رجلٍ يرى بعين الحكيم ما تخفيه الأيام، وجدت صدى واسعاً في عقول وقلوب كثيرين.

ولعل رجل الأعمال الإماراتي، خلف الحبتور، كان من أوائل من استشهدوا بهذه الرؤية الملكية الثاقبة، فقد أعاد الحبتور إحياء كلمات جلالته، مشدداً على أن هذه الدعوة تعكس "حكمة عميقة ورؤية نابعة من الواقع ومن الخوف المشروع على مستقبل المنطقة والعالم"، وفي تغريدةٍ له، أشار الحبتور إلى أن "الحقّ أن أساس هذا السلام يجب أن يبدأ في حل الدولتين، الذي يُعطي الفلسطينيين حقهم الطبيعي في قيام دولة مستقلة، تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل، بسلام وأمن وكرامة."

يؤكد حكماء العالم و بشكل يومي ما يدعو اليه جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ، حيث أن تجاهل هذا الحل السلمي ليس مجرد خطأ سياسي، بل هو تجاهل لحقيقة سياسية وأخلاقية لا يمكن القفز فوقها، وهو ما سيبقي الصراع مفتوحاً، ويُجهض كل مسعى نحو الاستقرار.
ولم يكن الحبتور وحيداً في هذا الاستشهاد، ففي أروقة الأمم المتحدة، وعلى المنابر الدولية، نسمع أصواتاً تتعالى محذرةً من مغبة تجاهل القضية الفلسطينية كجذرٍ للصراع. الدبلوماسيون الأوروبيون، وإن كانوا غالباً ما يتحدثون بلغةٍ دبلوماسية حذرة، إلا أن عدداً منهم بدأ يرى في دعوات الملك الأردني خارطة طريقٍ للتعامل مع هذا التصعيد الخطير، حيث صرح كبار الدبلوماسيين الأوروبيين ، بأن "خطاب الملك عبد الله في البرلمان الأوروبي كان بمثابة جرس إنذارٍ حقيقي. لقد وضع أصبعه على الجرح، وأوضح أن السلام في المنطقة لا يمكن تحقيقه بمعزلٍ عن حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية".

حتى في اهم الأوساط الأكاديمية ومراكز الأبحاث الدولية، التي تُعنى بدراسة الصراعات الإقليمية، أصبحت كلمات جلالة الملك تُستشهد بها كنموذجٍ للتحليل الواقعي، كما ذكر باحثٌ في الشؤون الشرق أوسطية، من إحدى الجامعات البريطانية المرموقة في مقال تحليلي له: "ما قاله الملك عبد الله الثاني لم يكن مجرد رأيٍ شخصي، بل هو نتاج خبرة متراكمة وفهم عميق للديناميكيات المعقدة في المنطقة، إن ربطه بين التصعيد الحالي وضرورة تحقيق السلام للفلسطينيين هو مفتاح فهم الصراع بأكمله".

إن ما نراه اليوم ليس نزاعاً محدوداً، بل هو انزلاق إقليمي واسع قد يجر العالم إلى مزيد من الفوضى، ويُغلق الأبواب أمام التنمية، ويقضي على أي أمل في استقرار مستدام، والأخطر، أن الشعوب – لا الأنظمة – هي من تدفع الثمن الأكبر دائماً، هذه الحقيقة المريرة، التي نطق بها الملك، يتردد صداها الآن في كل مكان، لأنها تجسد الخوف المشترك الذي يعصف بقلوب الأمهات والآباء والأطفال في المنطقة.

لقد آن الأوان للمجتمع الدولي، والدول المؤثرة، أن تتجاوز مرحلة التنديد والشجب، وأن تتحرك عملياً قبل أن تتوسع دائرة النار وتطال الأبرياء في كل اتجاه، وأن يتحمّل الجميع مسؤوليته، لأن من يسكت عن الظلم، يساهم في صنع الفوضى، إن دعوات جلالة الملك عبد الله الثاني لم تكن مجرد كلمات عابرة، بل هي صرخة ضمير، ونورٌ في ظلام التصعيد، وخارطة طريقٍ للخروج من هذه الفوضى العارمة. إنها دعوة للسلام، الذي لا يمكن أن يُصنع إلا بالعدل، والاحترام، والاعتراف بالحقوق. فهل سيستمع العالم لهذا الصوت الحكيم قبل فوات الأوان؟











طباعة
  • المشاهدات: 6882
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
24-06-2025 11:21 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم