حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,21 يونيو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4140

د. خالد السليمي يكتب: دولة إسرائيل المزعومة هي السبب الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط والعالم

د. خالد السليمي يكتب: دولة إسرائيل المزعومة هي السبب الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط والعالم

د. خالد السليمي يكتب: دولة إسرائيل المزعومة هي السبب الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط والعالم

21-06-2025 03:27 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. خالد السليمي
منذ إعلان قيامها غير الشرعي عام 1948، لم تكن "دولة إسرائيل" سوى مشروع استعماري مغلف بدعاية دينية كاذبة، وواجهة متقدمة للفوضى المنظمة في العالم، لم تعرف منطقة الشرق الأوسط، ولا حتى منظومة العلاقات الدولية، استقراراً منذ تلك اللحظة، فمن دعم الإرهاب إلى التجسس، ومن ترويج المخدرات إلى إشعال الحروب، ومن تدمير المجتمعات إلى ابتكار الفتن الطائفية، امتد نفوذ هذا الكيان المصطنع كسُمٍ ينخر في نسيج الدول، هذا المقال يفتح الصندوق الأسود للكيان الإسرائيلي، مستعرضاً أخطر فضائحه وأدواره الممنهجة في تقويض الأمن الدولي، بالأدلة والتواريخ، دعوةً لإعادة تعريفه لا كدولة، بل كمنظمة تهديد عالمي.

الغرب، وقاعدته العسكرية "إسرائيل"
أولى خطوات الفصل كانت زرع سرطان إسرائيل في قلب المنطقة، مستعمرة فصلت جغرافيا الشرق عن الغرب، والجزء الإفريقي عن الجزء الآسيوي، بعدها تلاعب إعلامهم بوحدة الأمة، وبمساعدة من داخلها، فقسَّم الإقليم إلى قوميين ورجعيين، جمهوريين وملكيين، عُروبيين ومناصرين للإمبريالية، تقسيم تُوِّج بضربة 1967، حيث اتسعت "إسرائيل" وتمدد معها حلم المتطرفين من دولة يعيش داخلها اليهود، إلى دولة يهودية حدودها حيث تصل قدم آخر جندي صهيوني، كما قال مؤسسهم (ديفيد بن غوريون).

النكبة الكبرى: جريمة التأسيس وأصل الانهيار العربي
في 15 مايو 1948، أُعلنت "دولة إسرائيل" على أنقاض أرض فلسطين، بعد ارتكاب أكثر من 70 مجزرة موثقة بحق المدنيين، أبرزها مجزرة دير ياسين في 9 أبريل 1948 التي راح ضحيتها أكثر من 250 فلسطينياً، تأسس الكيان عبر التطهير العرقي والتهجير القسري لنحو 750 ألف فلسطيني، في أكبر جريمة استعمارية في القرن العشرين، لم تكن النكبة حدثاً عابراً، بل أصل كل انهيار لاحق: انقلابات، تقسيمات، وتسليح طائفي، إذ زرعت إسرائيل في قلب الأمة قنبلة موقوتة تشظي الأمن القومي العربي وتعيد تشكيل الجغرافيا السياسية خدمة لمصالح الغرب.

إسرائيل راعية الحروب: إشعال الصراعات لتكريس التفوق
منذ عام 1948 وحتى اليوم، خاضت إسرائيل أكثر من 15 حرباً مباشرة وغير مباشرة، أبرزها: العدوان الثلاثي 1956، النكسة 1967، اجتياح لبنان 1982، والعدوان على غزة المتكرر (2008، 2012، 2014، 2021، 2023)، هدف هذه الحروب لم يكن دفاعياً كما تدعي، بل توسعياً واستفزازياً لإعادة رسم خريطة النفوذ، إسرائيل تعيش على الحرب، وتنتعش بالفوضى، وتستثمر في استمرار النزاعات، إنها دولة لا تملك مستقبلاً دون أزمة، فكلما اقترب العالم من السلام، أشعلت تل أبيب فتيل حرب جديدة لإعادة الأمور إلى "نقطة اللاحل".

اختراق المجتمعات: من الفتن الطائفية إلى تفكيك النسيج الوطني
مارست إسرائيل لعبة "الفوضى الخلاقة" بامتياز في العراق، لبنان، سوريا، اليمن، وحتى دول المغرب العربي، في عام 2003، دعمت إسرائيل تفتيت العراق طائفياً، وشاركت استخبارياً في تشكيل "فرق الموت" لخلق حرب أهلية خفية، في لبنان، دعمت ميليشيات طائفية خلال الحرب الأهلية (1975-1990)، وفي سوريا، لعبت دوراً مركزياً في دعم جماعات مسلحة لتحقيق تقسيمات إثنية ومذهبية، لم تكن مجرد متفرج بل مهندس للفوضى، ترسل خبراءها تحت عناوين إنسانية، وتزرع الفتنة باسم "إعادة الإعمار" أو "الدعم الأمني".

فضائح التجسس العالمية: الموساد كذراع لتخريب العالم
إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تملك جهازاً استخبارياً يُسيّر عمليات خارجية علنية ضد دول ذات سيادة، الموساد نفذ اغتيالات في أوروبا، آسيا، وأمريكا اللاتينية، أبرزها اغتيال العالم الفلسطيني فادي البطش في ماليزيا (2018)، واغتيال العالم الإيراني محسن فخري زاده (2020)، كما تورط في فضيحة تجسس على البيت الأبيض نفسه في قضية "جوناثان بولارد"، والأخطر هو تسلل الموساد إلى شبكات تكنولوجيا وأمن إلكتروني عالمي، مثل شركة "NSO" وبرنامج "بيغاسوس" الذي استُخدم للتجسس على صحفيين وزعماء دول في 2021، ما أدى لفضيحة دولية هزت العالم.

الفساد العالمي وتمويل الشبكات الإجرامية
لا يمكن تجاهل دور إسرائيل في إدارة شبكات المال القذر عالمياً، ففي تقرير لوكالة RT الروسية عام 2020، كشفت أن إسرائيل أصبحت ملاذاً آمناً لتبييض الأموال، حيث تستضيف حسابات مشبوهة لشخصيات متورطة في تهريب السلاح والمخدرات، كما ارتبطت أسماء جنرالات سابقين في جيش الاحتلال بإدارة شركات أمن خاصة استخدمت في أفريقيا وأمريكا اللاتينية لتنفيذ انقلابات أو قمع شعوب، يُضاف إلى ذلك استغلال إسرائيل للتقنيات السيبرانية لابتزاز الشخصيات المؤثرة، وتفكيك المؤسسات الديمقراطية الناشئة حول العالم.

تدمير النظام الدولي: الأمم المتحدة تحت مقصلة الفيتو الأمريكي الإسرائيلي
منذ عام 1948، استخدمت الولايات المتحدة أكثر من 45 فيتو لحماية إسرائيل من المحاسبة في مجلس الأمن، ما جعل الكيان فوق القانون الدولي، بل وتحولت إسرائيل إلى عبء على النظام الدولي، تُفشِل مبادرات السلام، وتُضعف مصداقية مؤسسات العدالة الدولية، تقارير منظمات كـ هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية (2022) صنّفت إسرائيل كدولة "فصل عنصري"، لكن دون ردع، ومع كل انتهاك جديد، تُمنح إسرائيل حصانة أقوى، مما دفع المجتمع الدولي لفقدان الثقة في القانون كأداة للردع، وزاد من الشعور العالمي باللاعدالة.

غزة: صورة الجريمة المستمرة التي تفضح الكيان
غزة هي الكاشف الأخلاقي للعالم، والمشهد الأكثر فظاعة في سجل الإجرام الإسرائيلي، من حصار تجاوز 18 عاماً، إلى قصف المدارس والمستشفيات، استخدمت إسرائيل أسلحة محظورة دولياً كالفوسفور الأبيض (عدوان 2008)، وقتلت الآلاف من الأطفال والمدنيين، كما وثّقت الأمم المتحدة، في حرب أكتوبر 2023 وحدها، استشهد أكثر من 7,500 طفل، لقد تحولت غزة إلى مسرح تجارب للكيان في تقنيات الحرب النفسية والتدمير المنهجي، وصارت رمزاً لفساد الضمير العالمي، ومع ذلك، لا تزال إسرائيل تُسوّق نفسها كضحية، وتحظى بالدعم الغربي الكامل.

وأخيراً... العدوان على إيران: حين بلغت الجرأة ذروة الجنون
في 10 حزيران 2025، أقدمت إسرائيل على تنفيذ عدوان مباشر على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في خطوة تمثل ذروة الغطرسة والصلف الاستراتيجي، استهدفت الغارات مراكز أبحاث ومنشآت عسكرية، وسُجّلت إصابات في صفوف المدنيين، في انتهاك صريح للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، هذا العدوان لم يكن مجرد عملية عسكرية، بل رسالة إسرائيلية تقول بوضوح إنها لا تعترف بسيادة الدول، ولا تخشى القانون، بل تحتمي مجدداً بمظلة الدعم الأمريكي والبريطاني، الاعتداء على دولة إقليمية كبرى مثل إيران يعكس أزمة الكيان في مواجهة صعود قوى جديدة ترفض الاستسلام لمنطق الهيمنة، إنه إعلان حرب لا على إيران فقط، بل على كل من يرفض الانصياع لمشروع الاحتلال والاستكبار في المنطقة.

الخاتمة
ليست إسرائيل مجرد كيان سياسي مخالف، بل مشروع تخريبي ممنهج هدفه كسر إرادة الشعوب وتفكيك الدول، وزرع الفوضى باسم الأمن، لقد أثبتت التجارب أن هذا الكيان لا يمكن أن يتعايش مع استقرار العالم، ولا أن يتنفس إلا في بيئة النزاع والدمار، إنه الخطر الأعظم على الإنسانية والنظام الدولي الحديث، والصمت عنه لم يعُد مقبولاً، لأن تبعات جرائمه لم تعد محصورة في المنطقة، بل أصبحت عابرة للحدود، تهدد المجتمعات في كل قارة.

التوصيات
1. ضرورة تصنيف إسرائيل رسمياً ككيان فصل عنصري وإرهابي في المحافل العربية والدولية.
2. تأسيس لجنة دولية مستقلة لتوثيق الجرائم الإسرائيلية في فلسطين والعالم، وتقديم ملفات للمحاكم الدولية.
3. إطلاق حملات سياسية وإعلامية تقودها الدول العربية لإسقاط شرعية الكيان الإسرائيلي دولياً.
4. منع استخدام الأراضي والأجواء العربية في أي نشاط أو عبور يخدم الكيان الصهيوني.
5. مراجعة شاملة لعلاقات التعاون الأمني والاقتصادي مع أي دولة تدعم إسرائيل، ومساءلتها دبلوماسياً.
6. دعوة البرلمان الأردني والعربي لاعتبار إسرائيل تهديداً للأمن القومي الجماعي.
7. تعزيز دور المؤسسات الفكرية والعسكرية في توعية القادة الاستراتيجيين بخطورة استمرار الكيان كمصدر دائم للفوضى.











طباعة
  • المشاهدات: 4140
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
21-06-2025 03:27 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم