19-06-2025 04:45 PM
بقلم : يحيى الحموري
قالوا: إنّ قصفَ المستشفياتِ دناءةٌ، وإنّ استهدافَ النساءِ والأطفالِ خِسّةٌ، وإنّ حرقَ المدنيينَ عارٌ لا يُغتفر… قالها نتنياهو! وتبعتهُ زمرةُ القتلةِ بن غفير ومن هم على شاكلته، يتقيؤون أخلاقاً ليسوا منها، ويتقمصون براءةً لا يعرفونها، ويتوسلون تعاطفاً لم يمنحوه يوماً لغيرهم.
قالوا… وهم أوّلُ من قصفَ، وأوّلُ من قتلَ، وأوّلُ من حاصرَ وجوّعَ وهجّر، وأوّلُ من دفنَ الأحياءَ تحت الأنقاضِ في حضنِ الليلِ وهم نائمون، لا سلاحَ لهم سوى أحلامِ أطفالهم.
أيُّ فجورٍ هذا؟!
من الذي أحرقَ المستشفياتِ على أطبّائها؟
من الذي صبّ نارَ الفسفورِ على الملاجئِ المملوءةِ بأرواحٍ ترتجف؟
من الذي نصبَ فخاخَ الموتِ على أبوابِ الطحينِ؟
من الذي جعلَ الماءَ سُمًّا، والغذاءَ أُمنيةً، والهواءَ نداءَ وداعٍ أخير؟
يا ساكني الضمائرِ الحيةِ في هذا الكوكب:
أنصتوا للصوتِ المخنوقِ تحتَ الركام، للصرخةِ التي ما بُحَّت، لكنها ضاعت بينَ زيفِ الرواياتِ وخرسِ العالم.
هذا المحتلّ إذا بكى… بكى على جرحٍ اختلقه، وإذا شكا… شكا من لعنةِ دمٍ سفكه، وإذا تباكى… فإنما يحاولُ طمسَ ألفِ مجزرةٍ بمسرحيةٍ رديئةِ الإخراج!
فلا تخدعنّكم دموعُ الذئب، ولا تستوقفكم آهاتُ الجلاد… فإنَّ من لبسَ ثوبَ الضحيةِ وهو يقطرُ دماً، لا يستحقُّ سوى أن يُعرّى أمامَ العالم، وتُفضحَ خيانتهُ للحقيقةِ والإنسانيةِ معاً.
أيها العالم:
كفاكم صمتاً… فإنَّ من يسكتُ عن النارِ، شريكٌ في الحريق.
يحيى الحموري
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-06-2025 04:45 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |