18-06-2025 08:29 AM
بقلم : ماجد الأمير
حظي خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني امام البرلمان الاوروبي باهتمام بالغ في الاوساط السياسية والحزبية الاوروبية كونه خطابا يضع الحكومات في العالم امام مسؤولياتها الاخلاقية والانسانية.
جلالة الملك في خطابه امام البرلمان قدم رسائل سياسية عديدة للمجتمعات الاوروبية التي انحازت لفكرة السلام بينها عقب الحرب العالمية الثانية.
الرسالة والدلالة السياسية الرئيسية في خطاب جلالة الملك كانت غزة التي تتعرض لابادة جماعية من قبل الجيش الاسرائيلي الذي يرتكب المجازر اليومية بحق اهل غزة.
الملك خاطب الاوروبيين بان العالم يسير نحو الانحدار الاخلاق وتفكك القيم الانسانية بسبب الصمت على ما ترتكبه اسرائيل من مجازر وابادة جماعية بحق اهل غزة التي خذلها العالم بل ان الملك اراد ان يحذر العالم عبر اوروبا ان الفرص في الحفاظ على القانون الدولي والقيم الانسانية بدات تتلاشى بسبب العجز الدولي في وقف العدوان على غزة.
الرسالة والدلالة السياسية الثانية التي تضمنها خطاب جلالة الملك هي ان انقاذ غزة بات واجبا انسانيا من اجل انقاذ العالم من الانحدار الاخلاقي الذي قد يؤدي الى الفوضى والصراعات بين الشعوب.
الرسالة والدلالة السياسية الهامة هي ان وقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة هي انقاذ للقانون والشرعية الدوليين التي تأسس عليهما النظام العالمي والعلاقات الدولية عقب الحرب العالمية الثانية وان المؤسسات والهيئات الدولية وعلى رأسها هيئة الامم المتحدة والتي عجزت بأجهزتها الكبرى وخاصة مجلس الامن في وقف الحرب في غزة هي ايضا مهددة بالانحدار وضياع ما تبقى من الاسس والقيم التي تاسست عليها، الملك اراد ان يقول للعالم وخاصة الدول الغربية خذلتم غزة فلا تخذلوا انسانيتكم وقيمكم النبيلة وعلى العالم ان يصرخ بقوة لوقف الابادة الجماعية في غزة.
الرسالة والدلالة السياسية الهامة ايضا في الخطاب الملكي هي انه مطلوب من العالم ان يعمل بكل قوة من اجل انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 وهو اخر احتلال في العالم وان الشعب الفلسطيني يستحق الحرية والاستقلال واقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
الرسالة الاخرى في الخطاب هي تحذير جلالته من فكرة فرض الامر الواقع بالقوة وان القوة لا تصنع امنا الى احد مهما كانت هذه القوة وان الامن الحقيقي الحقيقي لا يكمن في قوة الجيوش، بل في قوة القيم المشتركة، وأن السلام الذي تفرضه القوة أو الخوف لن يدوم أبدا.
الملك وجه رسالة سياسية وهي انه لا يجوز لهذا العالم شعوبا وحكومات وبرلمانات وأحزاب ان يعتاد على مشهد قصف المستشفيات وقتل الاطفال والنساء في غزة. كما ذكر الاوروبيين بتاسيس الاتحاد الأوروبي، عندما ساهمت خيارات أوروبا في تشكيل عالم أكثر استقرارا، مبنيا على المبادئ السامية وكيف تخلصت اوروبا من اثار ونتائج الحرب العالمية الثانية وحل السلام والتنمية بدلا من الصراعات والحروب.
وتضمن الخطاب الملكي شرحا لاهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس واهمية الحفاظ على هذه المقدسات علاوة على تعهد الاردن بحماية هوية القدس العربية من أي اعتداء.
الملك في الخطاب وجه تحذيرا واضحا للنخب السياسية والحكومات بأن عالمنا قد ساده الانفلات، وكانه فقد بوصلته الأخلاقية، فالقواعد تتفكك والحقيقة تتبدل كل ساعة، والكراهية والانقسام يزدهران، والاعتدال والقيم العالمية تتراجع أمام التطرف الأيديولوجي لذلك فان من واجب الدول والحكومات في العالم ان تدافع وتتشبث بقيمنا ولا نتخلى عنها، لانه العالم اذا فقد قيمه الأخلاقية، يفقد التمييز بين الحق والباطل، وبين ما هو عادل وما هو قاسٍ، الأمر الذي يولّد الصراع.
الدلالة الاخرى في الخطاب الملكي هي كيفية ادارة الخلافات والنزاعات وان تكون القيم الاخلاقية والقانون الدولي هي اساس التعامل مع الخلافات. وخطورة قيام اسرائيل بتوسيع هجومها على ايران والذي قد يؤدي الى عدم معرفة حدود هذه الحرب.
الملك اشار الى ان هذا العام هو عام القرارات المحورية للعالم باسره وان اوروبا سيكون لها دور حيوي في اختيار الطريق الصحيح وانه يمكن الى اوروبا الاعتماد على الاردن كشريك قوي لها، كما ان الملك حدد المجالات الهامة للعمل في منطقتنا وهما دعم التنمية في الشرق الاوسط وانهاء أطول بؤرة اشتباك في العالم وأكثرها تدميرا، ألا وهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المستمر منذ ثمانية عقود.
الملك في خطابه اوضح بجلاء، إذا فشل مجتمعنا العالمي في التصرف بشكل حاسم، فإننا نصبح متواطئين في إعادة تعريف معنى أن تكون إنسانا؛ لأنه إذا ما استمرت الجرافات الإسرائيلية في هدم منازل الفلسطينيين وبساتين الزيتون والبنية التحتية بشكل غير قانوني، فإنها ستهدم أيضا الحدود الأخلاقية.
الراي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-06-2025 08:29 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |