حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,18 يونيو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3236

يعقوب ناصر الدين يكتب: صوت العقل

يعقوب ناصر الدين يكتب: صوت العقل

يعقوب ناصر الدين يكتب: صوت العقل

16-06-2025 11:25 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور يعقوب ناصر الدين
لا يمكن فهم كل ما تشهده المنطقة من أحداث بمنطق التفكير الإستراتيجي والتحليل الموضوعي، أو السياق الطبيعي لتطور أي صراع في اتجاه الصدام المباشر، أو الحل الدبلوماسي للمشاكل والأزمات عن طريق التفاوض السلمي، إن معظم ما يجري أقرب إلى الجنون بكل دوافعه الظاهرة والخفية، وما لم يعلُ صوت العقل فإن مصير هذه المنطقة أصبح مجهولاً أكثر من أي وقت مضى!


نحن لسنا مجرد بلد يقع ضمن مسافة الطيران الحربي والتبادل الصاروخي بين إيران وإسرائيل، يتخذ كل الاحتياطات من أجل سلامة شعبه وسيادته على سمائه ومياهه وأرضه وحسب، ولكننا بلد يتمتع بحضور قوي ضمن معادلة التوازنات الإقليمية يتخذ مواقفه انطلاقاً من منظومة القيم والمبادئ التي تحكم تلك المواقف الثابتة من ناحية، والمستندة إلى المواثيق والمعاهدات الدولية، ومبدأ الأمن والتعاون والاستقرار الإقليمي والدولي من ناحية ثانية.

كان بإمكان الأردن دائماً أن يكتفي باتخاذ التدابير اللازمة لحماية نفسه والحفاظ على مصالحه ولكن تلك القيم التي أشرت إليها تدفعه دائماً إلى التفكير بمصالح الأمة التي ينتمي إليها، والمنطقة التي هو جزء منها، والإنسانية التي يتمسك بحقوقها وصون كرامتها، وحق الإنسان في الحياة الحرة الكريمة الآمنة والمزدهرة، وإذا كان هناك من يخطئ الفهم لمعاني الالتزام القيمي أو المبدئي في واقع من هذا النوع فعليه أن يتذكر أنه على مرّ التاريخ كانت إرادة الحياة تنتصر على أعدائها من قوى الشر والعدوان، وعنجهية القوة وجنون العظمة!
منذ اندلاع شرارة الحرب على غزة في شهر أكتوبر 2023، وجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين يذكر الجميع بضرورة تحديد أصل المشكلة التي أدت إلى نشوب ذلك الصراع الدامي بدل التمادي في تعقيدها والويلات الناجمة عنها، ومن هنا كان موقفه واضحاً جداً عندما حصر الأسباب في استمرار الاحتلال الإسرائيلي للقدس والضفة الغربية وغزة، ورفض إسرائيل منح الشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة على أرضه بعاصمتها القدس الشريف، كما أنه دعا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في فرض إرادته، ومحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها للقوانين والمعاهدات الدولية، ومحاولاتها فرض نفوذها على المنطقة، فضلاً عن امتلاكها للقوة النووية التي جرى التلميح لأول مرة باستخدامها على لسان أعضاء في حكومة نتنياهو!
سبق أن حذر جلالته مراراً وتكراراً من أن الممارسات الإسرائيلية ستقود المنطقة نحو كوارث لا حصر لها، وحدد أصل المشكلة في ضرورة تنظيف المنطقة من الأسلحة النووية، خاصة وأن ذلك السلاح يمكن أن يشكل تهديداً لمن يملكه ومن لا يملكه على حد سواء، وهنا يريد جلالة الملك أن يدعو الجميع إلى مساحة العقل لكي تناقش فيها كل القضايا بناء على المبادئ الواضحة، والمصالح المتبادلة، حتى لو كانت بعض أطراف الصراع لا تفهم لغة العقل فإن من حق الدول التي ليست طرفاً في حرب مباشرة أن تعلي صوتها، كما يفعل جلالة الملك من أجل حماية نفسها أولاً، وثانياً من أجل وضع حد لذلك الشر الذي تزهق بسبه الأرواح وتدمر الممتلكات.
بإمكاننا أن نراهن على أن أولئك الذين لم يسمعوا بعد صوت العقل (صوت الملك) سيدفعون ثمناً باهظاً في مقابل كل يوم يتأخرون فيه عن الاستجابة لنداء الحق والعدل، وأنهم سيكتشفون في نهاية المطاف أن القوة الحقيقية تكمن في العقول والقلوب وليس في الشظايا المتناثرة في كل مكان!











طباعة
  • المشاهدات: 3236
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
16-06-2025 11:25 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم