14-06-2025 11:40 AM
بقلم : رضا السميحيين
تابعت بحزن، وربما بمرارة، ما يكتب مؤخراً على منصات التواصل الاجتماعي من سخرية رخيصة واتهامات غير منصفة طالت جيشنا العربي الباسل، وكأن الدفاع عن الأجواء الأردنية أصبح تهمة..!!؟
هل إسقاط مسيرة او جسم مشبوه يخرق سيادة المجال الجوي للأردن، يعطي الحق للبعض أن يشكك في عقيدة الجيش وقرار الدولة!
الحقيقة التي يجهلها البعض أو يتجاهلونها، أن الأردن لا يحرس إلا نفسه، لا يفتح أجواءه لأحد، ولا يتواطأ مع أحد، ما جرى ويجري من استخدام للمجال الجوي في المنطقة يتم عبر سماء دول أُنهكت في حروب داخلية، ودول نزعت أظافرها، وأخرى سلمت مفاتيحها لغيرها أما الأردن ونحمد الله، فلا يزال رغم كل الظروف، يقبض على قراره السيادي، ويدير بوصلته بيده، لا بأيدي غيره.
الإسرائيلي، حين أراد تنفيذ ضرباته تجاه إيران مر من فوق دول معينة ، لماذا؟ لأن تلك الاجواء، للأسف، بلا سيادة حقيقية الطائرات فيها لا ترصد، أو ترصد ولا يرد عليها، لأن القرار هناك تاه بين مراكز النفوذ، وبين عواصم تدير ملفاتها من الخارج، هذا ليس شماتة، بل وجع. وجع عربي لا يحتمل، حين ترى سماء أمة كاملة تفتح بلا إذن، ويعبر منها بلا حساب.
أما في الأردن، فكل شيء يرصد، ويحسب، وتتخذ حياله إجراءات حقيقية تتسق مع أمن الدولة وسلامة مواطنيها، هل من تخترق أجواءه قادر على إطلاق صواريخ الاعتراض؟ هل من يتواطأ يرصد ويعترض ويصرح بوضوح عن كل اختراق؟ لماذا كل هذا الإنكار لجهد وطني نبيل، يقوده رجال يعرفون قيمة السماء وحدود الأرض؟
أقول لأهلي في الأردن: لا تلتفتوا لما يكتب في الظل، لا تصدقوا التحليلات المرتجلة على منصات لا تعرف الفارق بين الدفاع والتواطؤ، قوتنا في وعينا، وفي وحدتنا، وفي ثقتنا بمؤسساتنا. نحن أبناء بلد صمد، ورفض أن يكون ممرا ولا مستقرا، رفض أن يستعمل أو يؤجر أو يستدرج.
نحن بلد يحترم نفسه، ويحترم جواره، لكننا لا نساوم على أمننا، ولا نترك سماءنا مشرعة لرياح الفوضى، بلد اختار أن يبقى بعيدا عن العبث، وأقرب إلى ضميره القومي والإنساني.
نعم، نحن نغضب حين يستشهد أطفال غزة، ونبكي حين تهدم بيوت جنين، ونشعر أن الجرح الفلسطيني هو جزء من دمنا، لكننا، في ذات الوقت، لا نقبل أن يزايد أحد على الأردن، الذي احتضن الفلسطيني، ووقف إلى جانبه حين سقطت الرايات وتفرقت الصفوف.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-06-2025 11:40 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |