حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,15 يونيو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3369

العيطان يكتب: كتابة سابقة من ذاكرة الأيام عن المنتخب الأردني لكرة القدم

العيطان يكتب: كتابة سابقة من ذاكرة الأيام عن المنتخب الأردني لكرة القدم

العيطان يكتب: كتابة سابقة من ذاكرة الأيام عن المنتخب الأردني لكرة القدم

14-06-2025 10:21 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عميد مهندس يوسف ماجد العيطان

شيء جميل ما يجري مع المنتخب الأردني لكرة القدم؛ فقد تضافرت الجهود: العائلة المالكة، والإدارة، والأندية، والجماهير، والمؤسسات الداعمة الحكومية والخاصة، في دعم المنتخب، ليظهر بالصورة الأنيقة الجميلة التي ظهر عليها في السنوات الماضية.

مشاركات مميزة في البطولات القارية والعربية، وتميز بصورة خاصة انطبعت في أذهان العالم عن المنتخب الأردني بأنه منتخب النشامى، وكلي ثقة بأن أي منتخب في العالم يطمح لو حصل على هذا اللقب الأميز، الذي يفوق كل المسميات المميزة من أرقام وألقاب.

إن الحالات التي سبقتنا لمشاركة منتخبات عربية في بطولات كأس العالم السابقة كانت تُرضي الشارع العربي، فمشاركة منتخبات المغرب ومصر والجزائر وتونس كانت مميزة، تبِعها مشاركات الكويت والعراق والسعودية، فكانت مقبولة بعض الشيء. أما إذا ذهبنا إلى باقي القارة الآسيوية التي سنمثّل، فمؤكد أن اليابان وأستراليا وكوريا ظهرت كفرق عالمية في مشاركاتها المتكررة في كأس العالم.

لا شك أن من حقنا أن نفرح بوصول منتخبنا إلى مستوى كنا نحلم كثيرًا بالوصول إليه، لكن الفرح شيء، وإحراز التقدم المبني على تخطيط سليم في ظل ظروف صعبة هو المطلب. ولا أشكك أبدًا بالتخطيط الجيد الذي تم رسمه لمنتخبنا خلال السنوات القليلة الماضية، والذي أشرت إليه في بداية حديثي، نتيجة تضافر جهود مشتركة، تُشكر كافة هذه الجهات على ما بذلته من جهد أوصل المنتخب إلى ما هو عليه اليوم.

كل ما دعاني للكتابة عن هذا الموضوع هو تذكيري بألا نذهب بعيدًا، لا بفرحنا ولا بتخطيطنا ولا بأحلامنا، ولكن أيضًا ألا نذهب بعيدًا بحزننا – لا قدّر الله – إن لم يسعفنا القدر بالوصول إلى كأس العالم. وأن لا تكون ردة فعلنا أو سخطنا أكبر من حجم الحدث، إن لم نُوفّق في التأهل، فنندب حظنا ونطلق الشتائم هنا وهناك، وننسى – أو نتناسى – جهودًا جميلة مشكورة بُذلت، وها نحن نرى قطف ثمارها أولًا بأول.

من وجهة نظر بسيطة، ومن محب محترم للرياضة، وبالأخص كرة القدم التي أنظر لها من منظور تربية النفس والدواخل قبل الظواهر، ومن وجهة نظر لاعب سابق في أندية ومنتخب كلية وجامعة أيام الدراسة، أضيف إلى ذلك فخري بتقديم نموذج جميل للاعب كرة قدم، ابني "الأمين"، الذي تتعمق فيه أخلاق رياضية عالية عملت على صقلها، وأنبتت عندما شارك في بطولة كأس "جامبر" للناشئين قبل عامين في برشلونة، من خلال أكاديمية برشلونة في الأردن، ولم أرافقه آنذاك.

وعند استقباله على سلّم الطائرة، خاطبني أحد أولياء أمور اللاعبين الذين أسعفهم الحظ بمرافقة أبنائهم، قائلاً دون أن أطرح عليه سؤالًا: "ابنك الأمين... مَرَبّى صح."

كم سمت روحي، وكأنني ملكت الدنيا سعادة بتلك الجملة، التي ما جاءت إلا من أثر ما تركه الأمين من انطباع جميل خلال تواجده ومشاركته في تلك البطولة، سواء خلال المباريات أو خلال الإقامة أو السفر، بين من رافقهم من لاعبين وأولياء أمور وإدارة.

لقد تم تكريمه بحصوله على كأس أفضل لاعب هناك بإجماع الجميع، خُلقًا ولعبًا، وها هو الآن، هذا العام، يلتحق بمدرسة اليوبيل للتميز ليضيف تميزًا إلى تميز.

مؤكد أنني أعتذر عن هذه المداخلة، لكنها فرحة تحتاج إلى يقين ومنطق وتخطيط وإيمان.
فيجب أن نكون واقعيين ومنطقيين، دون أن يؤثر ذلك على فرحتنا ونحن نقف خلف منتخبنا في مشاركته بالتصفيات، ونعلم يقينًا أن ما يؤهله للعب بمستوى يرضينا ويرفع رؤوسنا هو التأهل. وإن لم نتأهل، فعلينا أن نكون صريحين مع أنفسنا، وألا تكون ردة فعلنا لا تليق بأخلاق الرياضة وأردنيتنا.

لأن التأهل عن مجموعة تضم فرقًا عالمية لها تاريخها، مثل أستراليا واليابان، هو مؤشر على أن مشاركتنا في النهائيات ستكون مشرفة. وإن لم يُكتب لنا التأهل، فعلينا أن نعلم جيدًا أنه لم يحن الوقت بعد، وأن هذا أيضًا مؤشر مهم، لكنه لا يُقلل من قيمة الجهد والإنجاز.

ومع ذلك، يبقى خطابنا للمنتخب دائمًا: "أنتم منتخب النشامى."

فنصارح النفس، ونقف مع الذات، ونكمل المسيرة بتخطيط مدروس نستمر عليه... وسنصل بإذن الله.

بوركت جهود الجميع: العائلة المالكة، والإدارة، والأندية، والجماهير، والمؤسسات الحكومية والخاصة.












طباعة
  • المشاهدات: 3369
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
14-06-2025 10:21 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم