03-06-2025 01:05 PM
بقلم : حسام زياد الخلايلة
ثلاثون يومًا، كلها دموع، انتظار، وصمت مؤلم، عاشتها عائلة هيثم وأهل الحسا، الذين خطفتهم السيول وأخذت منهم فتى في ريعان شبابه. هيثم، ذلك الشاب الطموح، الذي اختفى فجأة أثناء محاولته إنقاذ ناقته التي جرفتها مياه السيول العاتية، صار اليوم رمزًا لحكاية لم تنته بعد، حكاية ألم وأمل ضائع.
في تلك اللحظة التي تلاعبت فيها الطبيعة بقسوتها، لم يكن هيثم يعلم أن محاولته لإنقاذ ناقة العائلة ستقوده إلى مواجهة قاتلة مع السيول والتضاريس الوعرة. ثلاثون يومًا من البحث، من النداءات الحزينة، ومن قلوب تنبض بالأمل رغم كل شيء، كانت تعكس صراعًا بين الإنسان وقوة الطبيعة التي لا ترحم.
الطبيعة في الحسا لم تكن رحيمة، إذ حاربتهم بالسيول الجارفة، وبالتضاريس الصعبة التي جعلت من الوصول إليه مهمة شبه مستحيلة.
لكن الألم الأكبر لم يكن فقط في غياب هيثم، بل في تلك اللحظات التي تتراقص فيها المشاعر بين اليأس والصبر، وبين الدعاء والاستسلام.
ثلاثون يوماً مرت على عائلة هيثم، يراقبون السماء، يسمعون خرير الماء، وينتظرون عودته التي تبدو أبعد من أي وقت مضى. في كل يوم جديد، كان صوت الأم يكسر الصمت بنداء باسمه، وصدى الحزن يتردد في أرجاء الحسا، حيث تحولت منازلهم إلى أماكن انتظار مؤلمة.
هذه القصة ليست فقط عن فقدان فتى، بل عن قوة العائلة، وعن الوحدة التي تشدها يدًا بيد في وجه المحن. قصة هيثم تعلمنا كيف يكون الألم صامتاً، وكيف يكون الانتظار أقسى من الفقدان.
يا هيثم، مهما طالت الأيام، ستظل في قلوبنا، رمزاً للشجاعة، ولبراءة ضائعة بين موجات السيول التي جرفت كل شيء إلا حبنا لك.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-06-2025 01:05 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |