01-06-2025 09:44 AM
بقلم : يحيى الحموري
في فجرٍ حزين، استيقظت بلدة سوم الشناق غرب إربد على فاجعةٍ مؤلمة، راح ضحيتها شابٌ أربعيني، وأُصيب أربعة آخرون في مشاجرة عشائرية استخدمت فيها أدوات حادة وأسلحة نارية.
الذي حدث ليس مجرد خلاف عابر، بل إنذارٌ عميق يُنذر بأننا أمام ثقافةٍ خطِرة تتسلل بهدوء إلى نسيجنا الاجتماعي، تُضعف هيبة القانون، وتختطف الأمن من يد الدولة لتضعه بيد الفزعات والانفعالات.
إن المقلق في هذه الحوادث المتكررة، ليس عدد الضحايا، بل أن نعتادها. أن يصبح السلاح الفردي هو لغة الحوار، وأن يتحول الغضب اللحظي إلى مأساة وطنية، تقضّ مضاجعنا وتُهدد مستقبلنا.
إننا نثق بالدولة، وبقدرة مؤسساتها على بسط هيبتها وتحقيق العدالة، لكن هذه الثقة يجب أن تُترجم إلى إجراءات حازمة وشاملة تبدأ من ضبط السلاح، وتفعيل القانون، وتحقيق العدالة السريعة، وتنتهي بوقفة مجتمعية مسؤولة تُعيد الاعتبار للعقل، لا للثأر.
ما حدث في سوم يجب ألا يُطوى في أرشيف الحوادث، بل يُفتح به ملفٌ وطنيٌّ عاجل، عنوانه:
“كيف نحمي مجتمعنا من الانحدار نحو العنف العشائري؟ وكيف نُعيد للدولة احتكارها المشروع للقوة والعدالة؟”
الدماء التي سقطت، تذكّرنا بأننا بحاجة إلى صحوة قانون، لا مجرد هدنة عشائرية.
رحم الله الفقيد، وشفى المصابين، وحمى الله أردننا من كل سوء.
يحيى الحموري
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
01-06-2025 09:44 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |