14-05-2025 10:43 AM
بقلم : محمد بسام القرالة
تابعت ندوة دولة عبدالرؤوف الروابدة الأخيرة، لا بصفتي مشاهدًا عابرًا، بل كمواطنٍ يتتبع القامات التي بنت هذا الوطن حجرًا فوق حجر، وحرفًا فوق حرف. حين يتحدث الروابدة، لا تسمع كلمات عادية، بل تسمع تجربة تختصر فصولًا من تاريخ الدولة الأردنية الحديثة.
في زمنٍ انقلبت فيه الموازين، وتراجعت فيه قيمة رجل الدولة أمام “نجم الشاشة”، خرج دولة ابو عصام كعادته: صريحًا، حادًا، وواضحًا حدّ الإرباك. لا يجمّل الحقائق، ولا يوزّع المديح بالمجّان، ولا يسوّق الأوهام. بل يضع إصبعه على جرح الدولة بصراحة رجل لا يخاف من مواجهة الحقيقة، مهما كانت موجعة.
ابو عصام ليس مجرد سياسي سابق، بل هو مدرسة فكرية سياسية، تحترم المؤسسات وتقدّس الدولة وتضع المصلحة الوطنية فوق الحسابات الضيقة. حديثه عن الخطر المتزايد على هوية الدولة، وعن الشعبوية التي تأكل من رصيد العقل السياسي، وعن التآكل التدريجي لمفهوم الانتماء الحقيقي… كل ذلك لم يكن تنظيرًا، بل إنذارًا من رجل عاش التجربة وخَبِر أبعادها.
في لحظة يُكافأ فيها المتردد، ويُستبعد الصادق، تبرز أهمية شخصية مثل عبدالرؤوف الروابدة. لا لأنه بلا أخطاء، بل لأنه لا يتهرّب منها. لا لأنه قديس، بل لأنه واقعي. واقعي بما يكفي ليقول ما لا يُقال، ويكشف ما يخشاه غيره، ويُذكّر الناس أن السياسة ليست مجاملة، بل مسؤولية.
إن الكتابة عن دولة ابو عصام ليست مجرّد استحضار لسيرة رجل، بل استدعاء لقيمة نفتقدها اليوم في المشهد العام. نحن بحاجة إلى أصوات مثل صوته، لا لتعود إلى المناصب، بل لتبقى البوصلة قائمة في زمن تهنا وضعنا بخ
في حضرة الروابدة، لا خيار لك إلا أن تصمت احترامًا، أو تُراجع قناعاتك.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-05-2025 10:43 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |