حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,3 سبتمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 11290

رولا المغربي تكتب: جدران من دماء

رولا المغربي تكتب: جدران من دماء

رولا المغربي تكتب: جدران من دماء

01-09-2025 08:29 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : رولا المغربي
في بيت بسيط في مدينة روساريو(في الارجنتين)وُلد إرنستو غيفارا عام ١٩٢٨. كانت أمه تراقب صدره الصغير وهو يتقطّع من نوبات الربو وتقول: هذا الولد سيعيش صراعًا مع أنفاسه لكن والده كان يجيب:سيكسر أنفاسه كما يكسر الصخور، فهذا الطفل يمتلك عِناداً عجيباً.!!!
لم يكن طفلاً عادياً ،لم يبكِ لأجل لعبه ولم يطلُب يوماً ان يلهو بِسيرك او مدينة ملاهي.
كان مغرماً بالقراءه ،مدمناً على الكتب، وأيّ كتب !! كان يقرأ لماركس وفرويد وشكسبير .. بينما أقرانه يحلمون بحياة مريحة دون تفكير يحلمون بالطعام والشراب والنوم.كان هو يسأل:لماذا يولد البعض ليأكل، والبعض لِيُؤكَل؟ كان ثائراً كارهاً للظلم . يمتلك أنَفَه غريبه ،كان عزيز النّفس كريما.كبُرَ ذلك الطفل الثائر واصبح يُحدّث رفاقه عن الحرّيّه والعداله وكان يشتهر بكلمة(تشي)اي يارفاق او يا صاح، فاشتُهِرَ ب(تشي غيفارا) كان ثائراً يحب المعرفه وينهل من العلم فدرس الطب في جامعة (بيونس آيرس)في الارجنتين.بعدها اصبح كثير السفر رأى معاناة الشعوب الفقيره فتَرَكَ ذلك اثراً كبيراً على فِكرِهِ الثوري. ذات يوم ركب دراجة نارية( صدئة) مع صديقه، وطاف بها في طرقات أمريكا الجنوبية. وقف أمام أطفال حفاة يركضون وراء كِسرة خبز ، أخذ يسأل نفسه لماذا خُلِقوا فقراء ؟؟من تسبب بفقرهم ؟؟ لماذا لايركب الأغنياء دراجات صدئه؟؟؟ولماذا لايركضون وراء كسرة الخبز!!!
في مناجم النحاس في تشيلي رأى الرجال ينهارون تحت ضربات العمل الشاق، بلا أمل، بلا دواء بلا اعتراض باا صوت بلا اي احتجاح !!! . رأى بعينه كيف يُسحق الحلم تحت دبابات المصالح. وكيف تُفنى الشعوب بمقامع الاستبداد عندها لم يعد الطبيب إرنستو كما كان، لقد وُلِد بداخله رجل آخر اسمه: تشي.
في مكسيكو، كان فيدل كاسترو يعيش في منفاه يخطط لثوره ضد ديكتاتور كوبا(باتيستا)، هناك التقى تشي غيفارا بكاسترو وبدأ النقاش حول الظلم الذي يعاني منه شعب كوبا ، أبدى تشي غيفارا حماساً شديداً بضرورة ثوره ضد الاستبداد ،حيث كانت في حينها كوبا رمزاً للظلم والاستبداد .لاحظ كاسترو هذا الاندفاع والفكر الواسع الثائر على الظلم فاقترح عليه الانضمام معه للثوره.
أجابه تشي : إذن سنحررها معًا… وبعدها نحرر العالم.
لكن لماذا لم يقم تشي بثورته في الاجنتين؟؟لم تكن الارجنتين حينها مُستعمَره او تحت احتلال،كان فيها بعض الحريات السياسه مقارنه بكوبا. اذاً البدايه بكوبا !!
أصبح تشي طبيبًا للمقاتلين، قائدًا للمعارك، ومعلّمًا للثورة. كان يربط الجراح بيديه، ثم يحمل البندقية ليقود الهجوم. لم يعرف الخوف، ولا يقبل التراجع. وفي كل قرية محرَّرة كان يعلّم الأطفال القراءة قبل أن يفكّر بالراحة لأنه يدرك ان الحريه تأتي من اروقة العلم والمعرفه، لا من اروقة الجهل والخرافه.
حين انتصرت الثورة ودخلت هافانا(عاصمة كوبا)، اصبح تشي وزيرًا، ورئيسًا للبنك الوطني، لكنه ظل ثائرًا بروح الفقير.
لم يمتلك بيتًا فاخرًا ولا ثروة طائله ولاسيارات فارهه عاش ببساطة الفقراء وتواضُع المقاتلين.
لكن قلبه لم يعرف السكون. كان يشعر أن كوبا ماهي سوى بداية الطريق. في عام ١٩٥٩ قام تشي غيفارا بزياره للشرق الأوسط زار فيها(مصر،غزه،سوريا،لبنان) التقى بلاجئين فلسطينيين رأى كيف يتم سحق الحُلم تحت وطأة جنازير الدبابات وهدير الطائرات وقيود الاحتلال،فترك ذلك أثراً بالغاً في نفسه ،صرّح بعدها أنّ الكفاح الفلسطيني المسلح ضد الاحتلال يُشبه الثوره الكوبيه،كان يُشجع على تشكيل حركات مقاومه منظّمه تقود التحرير .لم يُذكر ان غيفارا كان منخرطاً في العمل الثوري الفلسطيني لكنه كان داعماً لفكرة مقاومة الاحتلال ،وكان يُصرّح دائماً انه يدعم المقاومين الفلسطينيين لاسترداد حقوقهم. في سنة ١٩٦٧ تركَ وراءه المناصب وتركَ مجداً عظيماً وغادر الى بوليفيا حيث قادَ ثورةً صغيرةً ضد الحكومه الديكتاتوريه المدعومه من امريكا. واجَهَ مع مجموعه من الثوار الجيش البوليفي المدعوم من الولايات المتحده الامريكيه . في ٨ تشرين الأول عام ١٩٦٧، وَقَعَ تشي غيفارا في كمين أعَدَّهُ الجيش البوليفي وتم أسره حيّاً وكان جريحاً ينزف .في اليوم التالي ٩ تشرين الأول عام ١٩٦٧ تم إعدام تشي غيفارا بإطلاق النار عليه رمياً بالرصاص بأمر من CIA (المخابرات الامريكيه).، وكأنّ عدوّه كان يخشى ان يطول عمُر تشي يوماً آخر .كان حينها يبلغ من العمر ٣٩ عاماً فقط .
قضى ليلته الأخيرة، يكتب على جدار متهالك بكفه الملطخة بالدم كلمات ألهَمَت الباحثين عن الكرامات :
(لقد حاولْتُ أن أُضئ شُعلة الحريه ،أن أوقِظَ ضمير العالَم الغافل ،أن أزرعَ الشجاعه في قمة اليأس ، لو مات جسدي فلتبقى افكاري حيّه ولتستمر الثوره في كل قلب ينبض بالكرامه).
اصبَحَ تشي غيفارا أسطورة للحالمين عن العداله ورمزاً لكل من يرفض الركوع ومُلهماً لكل الطامحين.
ان أجمل ما في الثائرين أنهم لا يَخشونَ الموت ، لكنهم يَخشون العيش بلا حريّه.
فضفضات الكرامه
رولاالمغربي











طباعة
  • المشاهدات: 11290
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
01-09-2025 08:29 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
كيف تقيم التعديل الوزاري الأخير الذي اجرته الحكومة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم