26-05-2025 08:29 AM
بقلم : الدكتور يعقوب ناصر الدين
يظل يوم الخامس والعشرين من أيار من كل عام الموعد الوطني الأكثر عمقاً في نفوسنا ذلك أنه موعد متجدد نناضل في سبيل صونه والحفاظ عليه ، مثلما ناضل الملك المؤسس عبدالله الأول ومعه رجالات الأمة والبلاد في سبيل تأسيس الإمارة عام 1921، ومن ثم إنجاز الاستقلال التام عن بريطانيا عام 1946، فالاستقلال في حد ذاته مناسبات عديدة في مناسبة واحدة تشكلت في قلبها حالة الولاء المتبادل بين الشعب وقيادته الهاشمية، فكان ذلك القلب النقي العنصر الأهم في إيجاد عوامل القوة التي رسخت منظومة الأمن والاستقرار على مدى تسعة وسبعين عاماً واصل الأردن خلالها نضاله من أجل تمكين ذاته، وحماية أرضه وشعبه ومقدراته، ومستقبل أبنائه.
منذ أول عام، وفي كل عام تأتي هذه المناسبة والأردن في حالة دفاع عن النفس أمام تحديات ومخاطر ناجمة عن طبيعة المنطقة التي هو جزء منها، وأمام التزاماته تجاه نفسه، وتجاه أمته، وتجاه دوره ومكانته في التوازنات الإقليمية والدولية، متمسكاً بالمبادئ والقيم التي قام عليها، وهي قيم لها ثمنها وغالباً ما يكون باهظاً عندما يتعلق بالقضية الفلسطينية باعتبارها عنوان المشروع الصهيوني الذي لم يتوقف رموزه يوماً عن التلويح بأطماعه في الأرض الأردنية منذ وعد بلفور عام 1917 وحتى (سموتريتش وبن غافير) في أيامنا هذه!
استقلال أي بلد ليس معزولاً عن استقراره، وفي البال أمثلة كثيرة وراهنة أصبح فيها الاستقلال بلا قيمة نتيجة النزاعات الداخلية، والانقلابات العسكرية، والأحكام العرفية، وغياب الديمقراطية وعدم احترام حقوق الإنسان، فقيمة الاستقلال من قيمة الإنسان حين تكون طموحاته مشروعة وكرامته مصانة، وإرادته مقدرة، ومشاركته في اتخاذ القرارات التي تتعلق بحاضره ومستقبل أجياله مضمونة.
من باب التحدث بنعم الله حافظ الأردن على توازنه في أصعب الظروف، وعلى حيويته وتجديد كيانه السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإداري والقضائي، وتطوير قطاعاته ومؤسساته بلا توقف، وبقي قادراً على إعادة تقييمه للوسائل والنتائج، مستخلصاً العبر والدروس، ومستفيداً من تجاربه، يعزز نقاط القوة ويعالج نقاط الضعف، ويرسم خطته لمواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص بالمعنى الذي يحقق العدل والأمن والاستقرار لشعوب المنطقة كلها.
مظاهر الاحتفال والتعبير عن الفرحة هو كذلك شكل من أشكال تلك الحيوية التي تعكس محبة الناس لبلدهم ولمليكهم وجيشهم وللساهرين على أمنهم والساعين إلى تحقيق نهضتهم، وفي مثل هذه الظروف التي تمر بها المنطقة فإن الوعي بقيمة الوطن والانحياز له بالمشاعر الصادقة والنوايا الطيبة، والوطنية الصادقة، هو شكل من أشكال النضال في سبيل رفعة الأردن وتقدمه وازدهاره.
إن النقطة الأكثر عمقاً في هذه المناسبة تكمن في إرادتنا القوية لمواصلة مسيرة التحديث بجميع أبعادها، وبتعزيز تضامننا في وجه الاستهدافات ومحاولات التشويش والتضليل، والنيل من وحدتنا الوطنية، فالاستقلال بمعنى الانعتاق من التبعية يتطلب منا جميعاً الثقة بالنفس والإيمان بحقنا في الحفاظ على بلدنا والوقوف صفاً واحداً وراء قائدنا الملك عبدالله الثاني بن الحسين الذي استطاع على مدى خمسة وعشرين عاماً من توليه أمرنا أن يقود الأردن من عز إلى عز ومن فخر إلى فخر، ومن نصر إلى نصر.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-05-2025 08:29 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |