حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,29 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4181

منسيه يكتب: يوم الاستقلال الأردني: قصة وطن وقيادة هاشمية حكيمة

منسيه يكتب: يوم الاستقلال الأردني: قصة وطن وقيادة هاشمية حكيمة

منسيه يكتب: يوم الاستقلال الأردني: قصة وطن وقيادة هاشمية حكيمة

25-05-2025 09:21 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المحامي محمد رجب منسيه
في الخامس والعشرين من أيار من كل عام لا يحتفل الأردنيون بمجرد ذكرى تاريخية بل يجددون العهد لوطن بُني بالعزيمة والإخلاص، ولقيادة هاشمية حكيمة نقشت اسمها بحروف من ذهب في سجل المجد العربي.
إنه يوم الاستقلال، اليوم الذي أشرقت فيه شمس السيادة الأردنية معلنةً ميلاد دولة حرة مستقلة، تحمل رسالة العروبة والإنسانية، مسترشدةً بإرث الأجداد وعزم الملوك.
جذور ممتدة: من الثورة إلى الدولة
تبدأ الحكاية مع فجر الثورة العربية الكبرى حين أطلق الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه رصاصتها الأولى، ليس ضد الظلم وحسب بل من أجل مستقبل عربي مشرق يقوم على الحرية والكرامة.
وعلى دربه سار نجله الأمير المؤسس عبد الله الأول بن الحسين، فأسس إمارة شرق الأردن عام 1921 واضعاً اللبنة الأولى لصرح شامخ.
الاستقلال: تتويج للإرادة والعزيمة
لم يكن الطريق نحو الاستقلال مفروشاً بالورود، بل كان محفوفاً بالتحديات، يتطلب حكمة سياسية ودبلوماسية فذة.
قاد الملك المؤسس عبد الله الأول رحمه الله المسيرة بإصرار وعزيمة، متسلحاً بإيمان عميق بحق شعبه في دولة مستقلة كاملة السيادة.
لم يكن الخامس والعشرين من أيار عام 1946 نهاية المطاف عندما تُوّجت عزيمة الملك المؤسس رحمه الله بإعلان استقلال المملكة الأردنية الهاشمية واعتلاء الملك المؤسس عرشها.
بل كان ذلك اليوم بداية لرحلة البناء والتحديث، وتكريس الأردن الفاعل والمستقل واحةً للأمن والاستقرار ومنارةً للحكمة والاعتدال.
ركائز هاشمية: فلسطين، الوحدة، والتنمية
على مر العقود، حمل ملوك بني هاشم الأمانة، وساروا على نهج الآباء والأجداد، مضيفين إنجازاً تلو الإنجاز، ومرسخين دعائم الدولة الأردنية الحديثة، ومؤكدين على ثوابت راسخة:
فلسطين في القلب والوجدان:
لم تكن القضية الفلسطينية بالنسبة للأردن يوماً مجرد قضية سياسية، بل هي قضيته المركزية الأولى، وجزء لا يتجزأ من أمنه الوطني واستقراره الإقليمي.
منذ عهد الملك المؤسس، ومن بعده المغفور له بإذن الله الملك طلال بن عبد الله، والملك الباني الحسين بن طلال طيب الله ثراه، وصولاً إلى جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، حفظه الله، ظل الموقف الأردني ثابتاً وراسخاً في دعم حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وتتجسد هذه الرعاية في الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، التي يحمل أمانتها جلالة الملك عبد الله الثاني بكل فخر واعتزاز، مدافعاً عنها في المحافل الدولية، مؤكداً على تلك الثوابت وعلى أن القدس خط أحمر، وأن أي مساس بها هو مساس باستقرار المنطقة والعالم.
ويواصل الأردن، بقيادة جلالته، جهوده الدؤوبة لدعم صمود الأشقاء الفلسطينيين، وتقديم المساعدات الإنسانية، والعمل على إعادة إطلاق مفاوضات جادة تفضي إلى سلام عادل وشامل على أساس حل الدولتين.
• الوحدة الوطنية: صمام الأمان:
أدرك الهاشميون بفطرتهم وحكمتهم أن قوة الأردن الحقيقية تكمن في وحدة شعبه وتماسكه.
فعملوا منذ التأسيس على صهر جميع مكونات المجتمع الأردني في بوتقة وطنية واحدة، أساسها المواطنة، وقوامها الاحترام المتبادل، وهدفها خدمة الوطن ورفعته. وقد أكد جلالة الملك عبد الله الثاني في مناسبات عدة أن "قوة الأردن في دعم الأشقاء هي بالحفاظ على وحدتنا الوطنية وتمتين جبهتنا الداخلية".
هذه الوحدة، التي تشكل نموذجاً في المنطقة، هي السياج المنيع الذي يحمي الأردن من الأخطار، ويمكّنه من مواجهة التحديات، ومواصلة دوره المحوري كصوت للعقل والحكمة.
• مسيرة التنمية والتحديث:
لم يتوقف طموح الهاشميين عند حدود السياسة والدبلوماسية، بل امتد ليشمل بناء الإنسان الأردني وتطوير الدولة في كافة المجالات.
فوضع الملك طلال رحمه الله، دستوراً عصرياً شكّل أساساً للحياة الديمقراطية والتعددية.
وفي عهد الملك الباني الحسين طيب الله ثراه، شهد الأردن نهضة تنموية شاملة، شملت التعليم والصحة والبنية التحتية، وتم ترسيخ مؤسسات الدولة الحديثة.
واليوم يقود جلالة الملك عبد الله الثاني مسيرة تحديث شاملة، سياسياً واقتصادياً وإدارياً، تستهدف إطلاق طاقات الأردنيين، وتمكين الشباب والمرأة، وتعزيز دور القطاع الخاص، والانتقال بالأردن إلى مصاف الدول المتقدمة، مع الحفاظ على هويته وقيمه الأصيلة.
وقد أولى جلالته اهتماماً خاصاً بالتعليم، إيماناً منه بأنه أساس التقدم، فانتشرت المدارس والجامعات، حتى أصبح الأردن مركزاً إقليمياً للعلم والمعرفة.
الأردن اليوم: إرث يتجدد ومستقبل واعد
في يوم الاستقلال، يقف الأردن شامخاً بقيادته الهاشمية، فخوراً بماضيه، ومعتزاً بحاضره، ومتطلعاً بثقة نحو مستقبل مشرق.
لقد أثبت هذا الوطن الصغير بحجمه، الكبير بإرادته، أنه قادر على تحويل التحديات إلى فرص، وأن يصنع من قلة الموارد قصة نجاح.
إنه وطن الاعتدال والوسطية، وواحة الأمن والأمان، ونموذج للتعايش والتسامح، وحامل لواء الدفاع عن قضايا أمته العادلة.
ختاماً:
إن يوم الاستقلال ليس مجرد احتفال، بل هو وقفة تأمل في مسيرة وطن، وتجديد للولاء لقيادة نذرت نفسها لخدمة شعبها وأمتها.
هو عهد بأن تبقى راية الأردن خفاقة عالية، وأن يظل عرشه الهاشمي رمزاً للعزة والمنعة، ومنارة تضيء دروب المستقبل.











طباعة
  • المشاهدات: 4181
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
25-05-2025 09:21 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم