05-10-2022 09:10 AM
سرايا - تتضمن المجموعة القصصية «سكاكين جاهزة وبالخدمة»، للدكتورة مرام أبو النادي، 23 قصة قصيرة واقعية، وتتحدث كل قصة عن قضية إنسانية معينة.
ثمة اهتمام وتركيز من القاصة على الإبداع والنجاح لقصصها، يظهر ذلك في الأسلوب الشيق والسلس الذي يشد المتلقي للمتابعة، فالأسلوب مهم جدا في السرد القصصي، ويعتبر الحديقة الغناء المتنفس لكل بيت، مثلما هو الأسلوب الذي يأخذ الألباب في القصة الناجحة، واللغة أيضا في هذه القصص فهي لغة جميلة راقية ومفرداتها اختيرت بدقة واهتمام، فاللغة واضحة غير مغلقة تؤدي العمل القصصي وتبلوره في الذهن، وتحدد المعنى المطابق والمناسب إلى اللفظ، وأما الأحداث والصراع والشخوص فذلك وقود المعركة القصصية، تتحرك هذه الأقانيم بوتيرة متوازنة حينا ومتصارعة أحيانا كثيرة، فالقاصة مرام تمسك بخيوط اللعبة باقتدار ولا تترك شاردة ولا واردة تمر دون تدقيق وتمحيص، فالأحداث لكل قصة تختلف عن القصة الأخرى، والأفكار لا تأتي من فراغ وتخيل بل من واقع الحياة اليومي وصراع البقاء للبشر، فالشخصيات عامة نشاهدها ونتعامل معها في حياتنا اليومية، وليست غريبة عن مجتمعنا، فمأمون بطل قصة العنوان سكاكين جاهزة وبالخدمة يمثلنا نحن،حالة اجتماعية إنسانية تعاكسها ظروف الحياة وتقسو عليها بالمرض، وجحود الأصدقاء والعجز الجسدي، حتى لا يكون مأمون عالة على المجتمع، خرج بمقعده إلى الحياة يحتضنه كرسيه وبقوة إرادته انطلق كي يعلن انه لازال قادرا على العمل رغم أعاقته.
ومن خلال تصفحي وقراءتي لقصص المجموعة وجدت أن النهايات لتلك القصص حزينة أو تعبر عن خيبات أمل وفشل متكرر، فهناك قصة عفيفة الفتاة المسكينة البائسة والفقيرة والتي لم تنل التعليم الكافي نظرا لحساسيتها المفرطة وخجلها من الناس وخصوصا معلماتها، إضافة مع مشكلة مرض والدها الخطير، الذي زاد الطين بلة ولكن من المستحيل أن تصل بها هذه الظروف النفسية أن تصبح راقصة حقيرة في ناد ليلي هابط، ربما يحدث مثل ذلك الأمر لفتاة غيرها لديها الميول والجراءة لتقبل مثل هذه المهنة وأن تلجأ إلى هذا الأمر المنبوذ دينيا وأخلاقيا واجتماعيا، فهناك مجالات أخرى للعمل قد تختارها تتسم بالشرف والكرامة مثل خادمة أو أي عمل آخر شريف!
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا