الوضع الوبائي ينذر بالسوء وإننا في مرحلة حرجة صحياً وإدارياً، الأرقام المعلنة رسمياً وضعتنا في مقدمة الدول التي يتفشى بها هذا الوباء بشكل مخيف وينذرنا بأننا نسير إلى مرحلة تحتاج وعي وسداد الرأي والحكمة، وأن نكون الآن وليس غداً في مواجهة وباء طاحن ولا يجدي معه التريث أو التفكير بحلول متوسطة أو بعيدة المدى، الحلول والتفكير العقلاني والبحث عن أي وضعية متزنة لنخرج مما نعاني منه بشكل سريع.

سوداوية المشهد يلمسها الجميع، وصرنا في حال يستدعي تغييرا كاملا في التعاطي مع الظرف الصحي الذي نمر به، العديد من المستشفيات أعلنت عدم قدرتها على استقبال أعداد جديدة من مصابي كورونا, والضغط على أجهزة القطاع الصحي نشاهده، والإرهاق استباح العاملين في هذا القطاع رغم الصبر والحلم الذي يتمتعون به، لكن إلى متى؟ الطلب العام من قبل الجمـيع بإقامة مستشفيات ميدانية في كل المدن الكبرى والمحافظات، وهذه مطالبات مشروعة الكل يود الاطمئنان على جهازنا الطبي، وإنه في متناوله في حال احتاج له عند إصابته، وأن لا يدخل في متاهة الحيرة والقلق المربك لمسيرة محاربة هذا الوباء.

السؤال المحير والمؤلم: إلى متى نستطيع السير في ضوء هذا الظرف المقلق؟ ومتى سنعلن بأننا وصلنا لمرحلة العجز التام؟ يحق لنا أن نتشارك الجميع في النقاش المسؤول والمنتمي في طرح السبل وواقعية التعامل مع هذا الظرف الصحي بعدما سيطر بشكل لا مجال للإنكار بأننا لابد أن نغيب جميع المعطيات الأخرى وخاصة الملف الأقتصادي، وأن نركز على تخطي هذه الجائحة صحياً, مع تاكيدنا بأهمية الجانب الاقتصادي وضرورة تكاتف الجهود لرفع سوية الملف الاقتصادي لكن الصحة أهم من الاقتصاد عند تحكيم العقل واتزان الطرح.

هل نفكر فيما بعد امتلاء المستشفيات بأعداد مرعبة من الإصابات بسبب عدم التزامنا منذ البداية باجراءات الصحة العامة, منذ تفشي هذا الوباء وجميع منظمات الصحة العالمية تدلنا على سبيل الوقاية والسلامة منه هو اجراءات محددة في كل دول العالم أهمها ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي، والابتعاد عن التجمعات، ولكن لم نأخذ هذه الإرشادات بجدية واهتمام، الآن تعلن الدولة بشكل صريح أننا في وضع صعب، وسنقدم على خطوات صعبة, ألا يكفي هذا الرقم المرعب لأعداد الإصابات، والوفيات؟..

من هنا يمكن القول إنه لابد من التفكير بحلول جديدة وخلاقة، فلماذا لا يتم استخدام المدارس وتجهيزها، فنحن في وضع نحتاج التصرف بالمتوفر؟ وإعادة التطبيق الأمثل لتجهيز المراكز الصحية واستخدامها كمستشفيات مصغرة تتعامل مع إصابات كورونا، ونقل الحالات المرضية البسيطة إلى تلك المراكز الصحية، وتفريغ المستشفيات وتخصيصها فقط لإصابات هذا الوباء.

العالم بأكمله الآن يعاني من القفزات المرعبة لأعداد الإصابات، في ظل تفشي سلالات جديدة بدأت تضرب بقوة الدول الكبرى، ثم تنتقل إلى دولنا البسيطة، لنفكر بحكمة، فالوباء في عنفوان مميت، وللآن لا يوجد وقت مقرب للانتهاء من تفشيه وسطوته..