حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,19 مايو, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1393

لا مشكلة لو مات الاخرون

لا مشكلة لو مات الاخرون

لا مشكلة  لو مات الاخرون

30-01-2021 09:23 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. منذر الحوارات
اوروبا التي تدعي انها الشريك الاساسي في بناء الحضارة الانسانية المعاصرة ، وهي نفسها التي تتحدث عن القيم التي تحترم حقوق الانسان وتدعي انها مؤسسها الحقيقي ، وتتبجح يومياً بنشر آلاف المعلقات حول الدول التي لا تلتزم بمعايير تلك الحقوق ، تكشف اليوم عن الوجه الحقيقي لها ، الأنسان الاوروبي هو الانسان الذي تنطبق عليه قوانين الانسانية ، وهو الذي يجب ان يعيش وله وحده الأولوية على كل ما عداه .
فبعد ان تسببت العولمة بجعل فايروس كورونا أممياً ، وبذرته في كل بقعة من العالم ، لم تشاء نفس تلك القوانين المعولمة ان تطبق تلك القاعدة على اللقاحات ، فهي فقط للأغنياء وهي فقط لمن تنطبق عليهم شروط الانسانية وهؤلاء هم فقط الاوربيون والغرب عموماً ، صحيح انهم يبتعدون بشكل شاسع في تطورهم عن الامم والشعوب الاخرى ، لكن لو استعدنا مسيرة تطورهم لوجدناها على اشلاء الامم الاخرى التي تسمى الان الامم المتخلفة .
فقرار الاتحاد الاوروبي بتعليق تصدير اللقاحات لدول العالم خارج الاتحاد الاوروبي إلا بموافقة مسبقة ، عنصري وخطير ، صحيح انه قد يبدو موجهاً لبريطانيا لكن أثاره الحقيقية لن تطال بريطانيا فهي دولة متطورة ومنتجة ولا خوف عليها من شح اللقاحات ، بل ستطال تلك الآثار الدول الفقيرة والمتخلفة خصوصاً إذا ما عرفنا ان اغلب مصانع اللقاحات هي في دول الاتحاد الاوروبي ، ورغم هذا القرار الاوروبي لم نسمع في دولنا اي نقد او رفض لهذا القرار الاوروبي .
طبعاً سينتج عن هكذا سلوك اوروبي تلقيح ابناء هذه القارة وترك دول العالم الفقيرة تواجه مصيرها المحتوم في المرض والموت منه ، ويبدو انه بالنسبة لهم لا مشكلة لو مات هؤلاء ففي معقل الديمقراطية وحقوق الانسان ينقسم هذا الانسان الى نحن والآخر ، فنحن الاوربيون يحق لنا كل شيء الحياة والرفاهية والعلاج واللقاح ، وهم المتخلفون فليدفعوا ثمن تخلفهم الفقر والجوع والمرض والموت منه ،فهؤلاء مضى زمنهم بعد ما امتصت القارة العجوز كل خيراتهم وتركتهم عظماً دون لحم ، وبعد حين يعودوا للحديث عن الارهاب والارهابين ، أليس هذا السلوك هو ما يجعل للأرهاب سوقاً ومرتادين ، فطالما ان العدالة هي السلعة الوحيدة الغائبة في سوق العولمة ، سبتبقى صرخات المظلومين وجثثهم هي الوسيلة الوحيدة للتعبير .

 


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 1393
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
30-01-2021 09:23 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
هل ستشارك في الانتخابات النيابية
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم