14-05-2019 07:08 PM
بقلم : الدكتور انور العتوم
هذا كلام هراء ، واذا ما اردنا الحكم على المستقبل ، علينا قراءة التاريخ . التاريخ يقول بأنه لن يكون هناك حرب ما بين الولايات المتحدة وايران .
اعددت دراسة طويلة قاربت ال 400 صفحة ، عام 2014 ، كنت وقتها مسؤولا عن القسم السياسي بسفارتنا في بغداد ، كان عنوانها : ( المشهد العراقي والعلاقات الاردنية العراقية ) ، اكدت فيها بأن هناك اتفاق ( مصلحي ) امريكي اسرائيلي ايراني ، للإطباق على المنطقة ، اسرائيل من الغرب وايران من الشرق ، وهي فرصة ذهبية بالنسبة لاسرائيل والولايات المتحدة ، اذ ان ايران هي الوحيدة في المنطقة التي تحقق الهدف الامريكي الاسرائيلي في تفكيك المنطقة وتهديدها على الدوام ، وهي مصدر الطائفية في المنطقة التي هي اساس تفرقة الامة وضياعها .
على الصعيد ذاته ، وفي يوم من الايام واثناء دعوة عشاء اقامتها سفارتنا في بغداد عام 2012 لعدد من الدبلوماسيين في بغداد ، ومنهم رئيس حلف النيتو هناك ، الذي كان بريطاني الجنسية ، وبرتبة عميد في ذلك الوقت ، واثناء مناداة الحضور عليي بكلمة دكتر… .. دكتر ، سألني رئيس حلف النيتوا قائلا : ( انت دكتور في ايش ؟ ) فأجبته : ( انا دكتور في العلوم السياسية ، لكنني لا افقه شي في السياسة ) ، فبدأ الحضور بالضحك وبصوت عال ، فقال لي لماذا ؟ فاجبته انتم السبب ، فقال لماذا نحن السبب ، فأجبته ، انتم ومنذ اكثر من 35 عاما تحرضون ( بتشديد الراء ) وتقولون لنا وللعالم بأن ايران هي عدوكم وعدو العالم اجمع ، وهي الشيطان الاكبر ، ودولة الاستكبار والاستجبار …… ، لكنكم وبذات الوقت ، وخلال تلك الفترة الطويلة ولغاية اليوم لم تطلقوا طلقة واحدة على بعضكم ( امريكا وايران ) ، لا بل حتى دواعشكم لم يستهدفوا لا ايران والا ( اسرائيلكم ) ولا مرة واحدة . فكان جوابه : نعم ، ان موضوع ايران بالنسبة لنا ( لامريكا ) هي امر واقع ( Statusque ) . امر واقع : اي ان ايران مفروضة على الولايات المتحدة بسبب مصالحها الكبيرة بوجود الدولة الايرانية على شاكلتها وقوتها الحالية .
بإختصار ، لا تصدقوا طبول الحرب على ايران ، واذا كان هناك من حرب ، فستكون ضربات ( دغدغه صديق ) ، كالضربات التي ظلت تهدد بها الولايات المتحدة لسورية ولفترة طويلة قبل عامين ، وبالتالي لم نشاهد الا ضربات ( دغدغة ) ، بهدف تنفيذ اجندة امريكية في المنطقة لصالح اسرائيل سواء على صعيد مستقبل القضية الفلسطينية ، او على صعيد خلط الاوراق في المنطقة ، وإبقائها مشغولة عن الوحدة والتنمية بكافة اشكالها ، وبالتالي صعود الدولة الصهيونية اكثر فأكثر . وبطبيعة الحال ، فإن المخطط ( بضم الميم ) الرئيسي للسياسة الامريكية ، وخاصة في المنطقة هم اليهود .
الطائفية المصنوعة هي التي دمرت اقوى دولة عربية وهي العراق ، وكانت افضل طريقة لاعادة العالم العربي والاسلامي الى الوراء لاكثر من 1400 سنه ، فكيف للولايات المتحدة واسرائيل ان تحارب ايران مصدر هذه الطائفية ؟!!!!! .
لا تصدقوا كل ما تسمعوا ، فالولايات المتحدة لن تستغني عن ايران ابدا لتنفيذ مخططاتها في المنطقة .