بقلم : فراس عوض
المقاطعة ثقافة، و حراك واع و صامت، نؤيد مقاطعة السلع التي يرتفع سعرها والسلع الرديئة، واذكر اني كنت احد منظمي حملات المقاطعة سابقا، لكن المقاطعة كمسألة اخلاقية لها شروطها وليس الامر بالمقاطعة من اجل المقاطعة مع احترامي لاي رأي يخالفني، و اهم اهداف المقاطعة تحقيق مصلحة المستهلك والتاجر والوطن، المستهلك بان يقتني السلعة بسعر معقول، و مصلحة التاجر بأن لا يختفي المستهلك، و مصلحة الوطن بتحقيق مصلحة التاجر والمستهلك معا.

قضية مقاطعة الدجاج، وتحديدا في رمضان لن تكزن مجدية ، خاصة ان معظم الناس اشتروا على الاقل نصف حاجتهم من هذه المادة قبل شهر رمضان، و من الصعب الاستغناء عنها.

صغار المزارعين و مربي الدواجن، بالكاد يحققوا كلف الانتاج، ولم تدافع عنهم جمعية حماية المستهلك او الشعب عندما فرضت الضرائب والضرائب الاضافية على مدخلات الانتاج من الاعلاف والصيصان والكهرباء والوقود والعلاجات وباقي المواد ، بدلا من الضريبة على مخرجات الانتاج، عوضا عن ما تتعرض له دورات تربية الدواجن من متغيرات و ظروف جوية و مناخية، كالبرودة والحرارة المرتفة، و امراض مختلفة تفتك وتضر المنتجات في احيان كثيرة خلال ست دورات من التربية في السنة، وهذا كبدهم خسائر كبيرة مما ادى بجزء لا بأس به، الى اغلاق مزارعهم مثلما حدث مع اصحاب مزارع الدجاج البياض سابقا ، غير ان معظمهم مديونين و تعصف بهم ازمات مالية ومنها وصل للقضاء، والآن يلاحق اصحاب مزارع الدجاج اللاحم ليتم وأد و اختفاء هذا القطاع !

المزارع الحلقة الاضعف، ولا احد يدافع عنه، ولا يستطيع مواجهة الشركات الكبرى في السوق، والحكومة تتعامل مع المزارع كمنتج وشخص دائم الربح فقط وليس كمستهلك ايضا! وتضعه في مواجهة المواطن.

بيان جمعية حماية المستهلك الذي يدعوا للمقاطعة يخلوا من اي ارقام او دراسة حقيقية للاسعار والكلف الحقيقية للانتاج، و يعلل المقاطعة بعدم مشاورته عند تحديد السقوف السعرية للدجاج! اصحاب مزارع أكدوا لي انهم بالكاد يحصلوا كلف الانتاج، وأن أرباحهم لا تتجاوز 10-15 بالمئة، المنتج الوطني اذا لم يتم دعمه سيختفي وخاصة هذا القطاع المهدد، مما سيضطر الى الاعتماد على الدجاج المستورد ذو الجودة الاقل والاسعار الاعلى، كالبرازيلي و غيره.
نؤكد ان المزارع لا يستحق ان يتم تجريمه ، والاولى بالحكومة ان تدعمه بتخفيض الضرائب على مدخلات الانتاج بدلا من رفع سعر الدجاج كما فعلت وزارة التجارة، والأولى بالمواطن ان يستهلك المنتج الوطني و يدعمه لا مقاطعته، وأن توجه المقاطعة لمنتجات غير اردنية مرتفع سعرها، خاصة ان المزارعين يبيعوا الدجاج معظم اوقات السنة دون الكلفة، ولا احد يتحدث عن خسائرهم المتكررة! والسلعة الآن تخضع للعرض والطلب تحت السقف السعري المحدد والغير ملزم.

لعلنا نذكر معاناة اخواننا المزارعين والمربين على مدار ثلاثة شهور نفذو فيها اعتصامات متتالية من اجل إلغاء الضريبة التي فرضتها الحكومة ولم يدافع عنهم احد حينها، ولم تلتفت الحكومة لهم ، والمصيبة الكبرى ما يسمى بفرق سعر الكهرباء، على سبيل المثال مزارع الشفا المفرق وغيرها يدفع المزارع ما بين 600 إلى 1200 دينار شهريا فروقات محروقات حسب الكمية المزروعة، للآبار الارتوازية علاوة على ضريبة المياه المستخرجة من بغيرك الخاص ..أرجوكم دعو المزارع في همه فهو يكفيه حربه مع الحكومة.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا