حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,14 ديسمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 33777

شهداءُ الوطنْ .. طُوبى لكم

شهداءُ الوطنْ .. طُوبى لكم

شهداءُ الوطنْ  ..  طُوبى لكم

20-12-2016 12:55 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس عصمت حداد

لستُ أدري مِن أينَ أبدأُ الكلامَ والقلبُ ينزف دَماً ، والنَفْسُ غائمةٌ بكل هذا الحزنْ ، والألمُ يُخَيِّمُ كغيمةٍ سوداءَ على بلادنا ، الغيمةُ السوداءُ في السماءِ تَحْجُبُ نور الشمسِ .. لكنها تَحْملُ في طَيَّاتِها مطراً وطُهْراً وأملاً بالخيرِ والعطاءِ عندما تُمْطِرْ ، وشُهَداؤُنا الأبطالُ .. شهداءُ الوطنِ والواجبِ أدركوا بِأنَّ الغيمةَ أمطرتْ طُهراً عندما لوَّنتْ دماؤُهمُ الطاهرةُ ترابَ الوطنِ .. وذلكَ بالتصدي للعصاباتِ الإرهابيةِ والمجرمينَ في محافظة الكركِ الأبيَّهْ .

يا شهداءَ الوطنْ : بِأَيِّ أسلوب أنعيكُمْ ، وبِأَيِّ كلماتٍ أرثيكمْ ؟!! ؛ فالكلماتُ رحلتْ ، وخَيَّم الصمتُ وتناثرتْ روائحُ الموتِ في كل الاتجاهاتِ ، وبَلَغَ قلبي أعلى حُنجرتي ليخرجَ من جوفي .. وأنا أبحثُ عن كلماتٍ تليقُ بكمْ ؛ فلقد أجدتُ مِن قبلُ صناعةَ الكلماتِ ، لكنَّني اليومَ أضْعَفُ من كل الحروفِ والكلماتْ ، ولطالما بحثتُ في كل ذاكرتي.. ولم أجد شيئاً يُعبِّرُ عن ما يجول بخاطري ، فَلا أستطيعُ السكوتَ ولا يمكنني الكلامْ ، المقتولُ أنا والمذبوح أنا ، فعذرًا يا نفسي .. ومعذرةً يا شهداءَ الوطنِ .. فلكلِّ نهارٍ مغيبْ ، ولكنَّ شمسكم أبداً عَنَّا لن تغيب ، والله إنَّ القلبَ يعتصرُ ألماً.. وجفتْ من مُقَلِنا الدموعُ ، وعزاؤنا الوحيدُ .. هو أنكمْ شبابٌ نذرتم أنفسكم قرابينَ ليبقى الوطنُ شامِخٌ قويٌّ في وجه المتطرفين والغادرين ، شبابٌ .. قُلتمْ لكل الخونةِ والمتآمرينَ : بأنَّهُ ومهما تعددتْ أساليبكمُ الإرهابيةُ وتنوعتْ.. فإنكم لن تستطيعوا انتزاع أردنيتنا المتجذرة في نفوسنا .‏

يا شهداءَنا .. يا من لونتم بدمائِكم ترابَ الوطنِ .. فأصبحَ أقدسَ المقدساتِ ، ويا من هانتْ عليكم أرواحُكم وأجسادُكم فداءً للوطن والأرض والعِرضْ : بدمائِكمُ التي روت تراب هذا الوطنِ ، وبدموع أمهاتكم وأحبتكم وأطفالكم.. سيبقى الأردنُّ شامخاً أبيَّاً وعَصِيَّاً على كل غاصب ، سيبقى ترابُ الأردنُّ طاهراً.. بتضحياتكمْ ، وستسوَدُّ وجوهُ كلِّ من تآمر عليهِ ، وتبيَضُّ وجوهُ إخوتكم الأردنيينَ ، وستعلو أقدامَ جيشنا الصامدِ صدورَ ورؤوسَ الخونةِ والمجرمينْ .

أيها الراحلون من دون وداعٍ : إنَّ الترابَ الذي كان يتطايرُ من تحتِ أقدامكمْ .. هو كُحْلٌ لعيوني ، وهو أثمن وأغلى وأعلى من هاماتِ الحاقدينَ المأجورينَ .. عشاقَ الجرائمِ والآثامِ والدِّماءْ ، وأحذيتكُم وبساطيرُكُم .. هي أسمى وأعلى وأغلى مِن كل الرؤوسِ المنخورةِ والمحشوةِ بالغباءِ والقذارةِ والنتانهْ ، فيا عِزَّتَنا وشموخنا .. إنكم باقون في عالم الذكرى ، إنكم تعيشون في ضمائرِ الأخيارِ والشرفاءْ ، سنظلُّ بذكراكم نُسَبِّحْ ، وبأسمائِكُم نُرتلْ ، وبطولاتِكم .. ستظلُّ مساميراً مزروعةً في نفوسِ الحاقدين والمسعورينْ .

طوبى لكم يا شهداءَ الحقّ ، طوبى لكم يا شهداءَ الواجِبِ ، إننا ننحني إجلالاً أمامَ عظمتكم .. وأنتم ترتقونَ كالشُّهُبِ في السماءْ ، أنتم الباقونَ في الذاكرةِ ، وبكم تشمخُ الأوطانْ ، ذكراكم لن تموتْ ، ها هيَ الجنَّةُ شَرَعَتْ أبوابها لِتستقبِلُكُم .. فاستحقيتُمُ الخلودَ الذي لا ينالُهُ إلا الشُّرفاءُ المناضلونَ دفاعاً عن ترابِ الوطنِ وصَونَ كرامته ، ستبقى سيرتكمُ العطِرَةُ .. قناديلاً لِمعنى الكرامةِ والحُرِّيهْ ، ستبقى سيرتكم العطِرةُ .. مشاعلَ حقٍّ لمعنى النَّصْرِ والإرادةِ .. ولحناً مكلَّلاً بالغارِ والياسمينْ .. وعنواناً صادِقاً لوجودنا وكرامتنا .. ونهجاً أردنيَّاً ضارباً في عمقِ التاريخِ والحضارهْ ، سلامٌ عليكم يا زنابقَ التضحيهْ .. يا عناوينَ الفِداءْ ، أنتمُ الأحياءُ والأحياءُ أنتم ، لقد صنعتُم منَ الموتِ أُنموذجاً نفتخِرُ بهْ ، أنتمُ النَّصْرُ والنَّصْرُ لا ترويهِ إلا الدماءْ .

وداعاً أيها الأبطالْ .. إنَّ القلبَ لَيَحزنْ .. وإنَّ العَينَ لَتدمَعْ .. وإنَّا على فُراقِكم لَمحزونونْ .
رحِمَكم الله .. وإنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجعونْ.








طباعة
  • المشاهدات: 33777
برأيك.. هل تجر فرنسا وبريطانيا وألمانيا أوروبا لحرب مع روسيا رغم خطة ترامب لحل النزاع بأوكرانيا؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم