حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,30 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 31682

دهاليز حرف ( السين ) !!

دهاليز حرف ( السين ) !!

دهاليز حرف ( السين ) !!

16-04-2016 10:20 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس عصمت حداد
لعل فقدان الثقة والاطمئنان المتبادل بين المكونات السياسية في الوطن طوال السنوات الماضية .. قد أدى إلى عدم الانسجام بين السلطتين - التشريعية والتنفيذية - والتي وقع على عاتقها النهوض بمقدرات الدولة ، فكان الأداء هشَّاً لا يقوى على النهوض بأي مفصل أو قطاع ، ولم يقدم أي إبداعٍ متنام يمكن الإشارة له ، مما انعكس على واقع الخدمات على الأرض وجعل أحلام التغيير والتطوير بعيدة المنال ، بل وصارت – اليوم- مراكزُ القوى وكل الأطرافِ .. تتهم بعضها البعض بالسرقات ، حتى أصبح الجميع بنظر الشعب "حراميهْ" ، فضاعت " الطاسهْ " والحقيقهْ ، وضاعَ الشعبُ في كذبةِ ودوامةِ محاربةِ الفسادْ .

المفهومُ عند الناس أن يكون لديهم برلمان يشعر نوابه بحجم المسؤولية الملقاة على أكتافهم .. وذلكَ في ظِلِّ الأزماتِ والمحنِ المتوقعةِ منه والمفاجئهْ ، والمفهوم عند الناس – أيضاً - أن تكون لديهم حكومة تشعر بحجم المسؤوليةِ .. لا أن تتباكى صباحَ مساءَ مُلقيةً فشلها الذريع على البرلمان والإرهاب والموازنة وعدم تعاون الدول المانحة وصندوق النقد الدولي ، فما بين الحكومةِ والبرلمانِ .. ضاعت مصالحُ الناسِ وتبددتْ ، وأصبح من العسير على المواطن أن يميز ويفرز الجهة التي تعرقل مصالحه ، بل انه وصل إلى قناعاتٍ بِأن الجميع - حكومةً وبرلماناً وديمقراطيةً - اجتمعوا على أن يحوّلوه إلى مواطنٍ منكوبٍ ومنهوبٍ ومحبطٍ ومشوشْ .

لقد دارت عجلة الحكومة والبرلمان دورتها خلال الأربع سنوات الماضية .. من دون أن يمتلك أحدهم أية رغبةٍ بِتصحيح الأخطاء ، أو وقف الانتهاكات مهما اختلفت مصادرها وصورها ، ولم نسمع ونشاهد سوى حوارات سخيفة سطحيةٍ ، واهتماماتٍ هامشية لا عمق فيها ولا قيمهْ ، والطامة المفجعةُ بأن البرلمانَ نسيَ أو تناسى .. أن يكون الصوتَ والذي ينطق ويعبر بإسم الشعب ، ويثابر في تسريع التشريعات .. التي تهم قضايا المواطنِ الملحَّةْ .

المضحكُ والمبكي – اليوم- ما نشاهده من بعض الأبطال تحت القبةِ من تمثيليات ساذجة مكشوفة .. يظنون أنهم يستطيعون خداعَ الشعب بها.. وهم يحتضرون في غرفة الإنعاش البرلمانيّْ ، هؤلاء الذينَ فقدوا الحياءَ .. وامتهنوا الرياءَ ، وتصلبت ضمائرهم وتخشبت ، ولم تعد تشعر بألم الجياع والمعوزين والمظلومين ، هؤلاء .. عودونا على لعبة النفاق والخداع والكذب ، حتى أصبحت أقوالهم وتصريحاتهم مملةً .. تدعو إلى الضجر والسخرية والمسخرة ، تصريحاتٌ صحفيةٌ مستهلكةٌ إعلامياً ، واستعراضاتٌ هزليَّةٌ على خشبة المسرح السياسي ، تمثل فقاعاتٍ إعلاميةٍ سرعان ما تتبخر وتختفي ، فاليومَ .. نراهم يخرجون من سباتهم وكأنهم تذكروا الآنَ بِأن هناك مصالحٌ عامةٌ يجب الدفاع عنها ، نراهم يعزفون على النغمةِ دون أن يتحركوا بالعمل المباشر ، يبحثون عن البقاء في دائرة الضوء ، كلُّ هذا .. بتصريحاتٍ إعلاميةٍ ليس لها رصيد فعلي ، وإنما تدخل في متاهات دهاليز حرف (السين) : سنحاسب ، سنعمل ، سنقرر ، سنفعل ، سنتخذ ، سنصدر ، والغرض من هذه التصريحاتِ .. امتصاص المناخ السياسي وغضب ناخبيهم ، ولأهداف تصب في مصالحهم قبل المصلحة الوطنية ، أو للترويج والدعاية لأنفسهم وأطماعهم الدنيئة ، كلُّ ذلكَ لتكونَ مصلحة المواطن في آخر سلم الأولويات .. بعدَ أنْ تدخل في جوِّ الزمنِ الفضائي أو الوهميّْ ، ويبقى حرفُ ( السين ) مجهولُ الهوية والإقامهْ .

" وإنْ فاتِ الفوتْ.. ما بينفعْ الصُّوتْ "


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 31682
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم