حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,21 مايو, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 33377

أيها المنزعجون .. لن نلجُمَ أقلامنا!!

أيها المنزعجون .. لن نلجُمَ أقلامنا!!

أيها المنزعجون  ..  لن نلجُمَ أقلامنا!!

08-11-2015 01:05 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس عصمت حداد
لا يختلف اثنان.. بأن الأردن عاش- بعد عودة الحياة الديمقراطية والنيابية في عام 1989م- مرحلة مزدهرة من الحرية والديمقراطية الحقيقية امتدت لأكثر من أربعِ سنواتْ، وفي ظل هذا الانفتاح الديمقراطي.. شهدت الساحةُ الأردنية- بعد إلغاء الأحكام العرفية وقانون الدفاع المعمول به- انفتاحاً سياسياً وليبرالياً.. سُمح من خلاله بوجود تعددية حزبية وإعلامية، فصدر قانون الأحزاب والحريات العامة وقانون المطبوعات، وتم الرجوع إلى دستور عام 1952م.. والذي خلق حالة من الانفتاح والحرية غير المعهودة من قبل.

ولكن هذا الجو الديمقراطي والبرلماني وحرية الرأي وهذا الطيف الإعلامي.. لم يَرُقْ لكثيرٍ من الدولِ المجاورة حولنا.. والتي أصبحت تعاني من هذا التحول في الأردن، ونتيجةً للضغوطات الدولية والإقليمية.. عاد المنحنى بالنزول ثانيةً.. ليصدر قانونُ الصوت الواحد، فتقلَّصَتْ الحرياتُ العامة، وتراجعت الحياةُ الحزبية، وبعد ذلك أصبح مجلس النواب لا يمثل طموح الشعب، ولا يتناسب مع واقعهم وقيمهم وأخلاقهم؛ وذلك بعد أن هيمنت على المشهد السياسي مجموعة من الأقطاب المتنافرة والمتحاربة والمتخندقة.. التي لا تعترف بوجود الآخر أو حق الآخر في العيش بنزاهةٍ وشفافيةٍ تحت شمس الأردن، ولا يجمعها قاسم مشترك، سوى نظرية اللغف والشفط والنهب وشهوة الكرسي، والاستحواذ والانفراد بالغنيمة والكعكة السياسية. وبذلك نشأت إمبراطورياتٍ ماليةٍ قويةِ الشكيمةِ والمتراسِ والنفوذْ، إمبراطورياتٍ غرقت في مستنقع المنافع التي مزقت المواطن وتركته فريسة سائغة للأنانيات ونَهْبِ المال العام والاختلاسات المفضوحة التي مارسها الذين تركوا الشعب المقهور يتضور جوعا.. ويفترش بساط الفقر الموجع، والبِطالةَ المهلكة، واليأس المطبق، فأضحى الوطن بين متخوم ٍ بالمنافع والمكاسب، ومحروم ٍ من كل الامتيازات التي تَنَعَّم بها البعضُ من الذين تربعوا على كراسي البرلمان، وتركوا المواطنَ المنكودَ يتمرَّغُ على الجمر، مستثنياً كلَّ برلمانيٍّ نزيهٍ وشريفٍ ونظيفِ اليدِ والضميرِ: عمل كل ما بوسعه من اجل الوطن والمواطن.

لقد مضى عقدين من الزمان على تجربة الصوت الواحد في الحياة البرلمانية، ولا زلنا نراوح مكاننا وندور حول ذاتنا المفرغة، وعند استعراض المحصلة النهائية من العمل البرلماني- كأحدِ السلطات الثلاث التي تُشرف على الوطنِ، ورعاية شؤونه ومصالحه وحياته اليومية- ثبت بالأدلة والبراهين.. بأنَ هذه التجربة لم تصمد أمام التحديات التي واجهت الوطن، ولم تكن بالمستوى المطلوبِ.. في المهام والمسؤوليات التي هي بذمتها، ولم تسعف هذه التجربةُ المسارَ الديمقراطيَّ في التعامل والسلوكِ، ولم تكن فعالة في المسرح السياسي، أو في مواجهة المشاكل والأزمات، أو الإسهام في حلها، أو في التخفيف من حدتها وسخونتها، ولم يكن عمل البرلمان مثمراً وبنّاءاً في الاستقرار السياسي للوطن؛ فانحرف البرلمان كثيراً عن الهدف المرسوم له، بل صار جزءاً من الخلاف والتنافر، وابتعد عن كونهِ صمامَ الأمانِ.. بتحقيقِ الحرية والحياةِ الكريمةِ، والمساهمةِ الفعالةِ في تقديم الخدمات.. من خلال القوانين والتشريعات والتوصيات التي هي من صميم هموم الشعب.

لاشك أن قانون الصوت الواحد يُطَبَّقُ في كثيرِ من البلدانِ المتقدمةِ والديمقراطية التي رَسَخَتْ فيها الأحزاب، والتي مبادئ الشرعية السياسية فيها تقوم على المواطنة، ولكن.. مما لا شك فيه أن هذا القانون لا يتناسب مع مجتمعاتنا وأوطاننا؛ فهذا القانون جعل أصحابَ الكروش والقروش.. يحولون الكراسي إلى أساطير، يبتزون الشعب ويرتهنون إرادته، والكراسي عندما تتحول إلى أساطيرٍ.. تأخذ من يجلس عليها.. وتنفخ فيه حدّ الامتلاء، تُحيل البومة إلى "رخْ"، وتقلب العصفور إلى نسر، وتصيّر الأرنب سبعاَ، فإذا ما وصلت رحمة ربك.. وقَلَبَتْ الكرسيَّ على رأس الجالس عليه.. ترجع البومةُ إلى خفّاشٍ، والعصفورُ إلى صرصارٍ، والأرنب إلى فأرْ.

أيها المنزعجون: هل تعتقدون أن الشعب في حالة غفلة عن تصرفاتكم المدانة؟! وهل تعتقدون أننا لا نعرف سبب هذا الغضبَ بعد أن تقدمت الحكومة بمسودة قانون انتخاب يلغي الصوت الواحد؟! وهل كل هذا حرصاً من السياسيين والأحزاب على مسيرتنا الديمقراطية؟!. نعم الشعب يعلم أن للابتزاز أقنعة متعددة، وله عناصر تغذيه وتحميه وتمده بالحصانة والدفاع اللامشروع، ويعي جيداً مكامن أولئكَ المنزعجون ويسميهم بالأسماء، إننا لم ولن نلجم أقلامنا عن سدل الستارةِ وكشف الحقيقة، يكفينا وجعً.. فالشعب أصبح يعرف مكركم وخداعكم ومالكم السياسي، ولم يعد يقبل لبرلمانِ البطانية والصوبة أن يبقى جاثماً على صدرهِ، أيها المنزعجون: نقولها وبدون "لفِّ ودوران": الوطن يستحق تمثيلاَ أفضلَ من ذلك، أعيدوا لنا "معبد الحرية"، أعيدوا لنا برلماننا الذي خطفتموه منَّا، لقد قالها جلالة الملك حفظه الله:"يجب أن يكون الإصلاح شاملاً، وان يشترك الجميع في هذه العملية، وأن يرى الناس نتائجَ ملموسة على الأرض"، فلماذا تصمُّون آذانكم وعقولكم؟!. الشعب يريد إلغاء الصوتِ الواحد، كراسيكم من خشب، وعليكم إطفاء النار لكي لا يحترق الخشبْ، وتحية حب وتقدير للبرلماني الشريف الذي يفكر بالفقراء وأموالهم ومستقبل الوطن.
وآآآآآخ يا وطنيْ.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 33377
هل ستشارك في الانتخابات النيابية
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم