بقلم : د. محمد عبدالكريم الزيود

في رحلة الطيران من أبوظبي إلى كولالمبور في الشتاء الماضي، أتيح لي أن أتابع فيلما خلال الرحلة، كان إسمه (Fury) يتحدث عن قصة طاقم دبابة أمريكية في أواخر الحرب العالمية الثانية من بطولة الممثل (براد بيت) وأنتج عام 2014...

الذي يجذبك في القصة أنها تتحدث عن بطولة طاقم دبابة في ظروف قتالية صعبة ، يجدوا أنفسهم أمام حشد من الأعداء النازيين ، فقاتلوا ببسالة الشجعان وحتى آخر رجل وآخر طلقة .. دبابة واحدة تحمي تقاطع طرق وفضلوا الموت بشرف على الإنسحاب .... مع العلم أني لست مغرما كثيرا بالبطولات الأمريكية المزيفة والتي ما بُنيت إلاّ على جثث وأحلام الشعوب المسحوقة ..

في تاريخ جيشنا العربي ومعاركه مئات القصص التي سطرها شهداؤنا الأبرار وضحوا بدمهم وأرواحهم فداء فلسطين... ولا تتفاجئ عندما تعرف أن أكثر من 85 بالمائة من شهداء جيشنا كانوا من ألوية وكتائب الدبابات وذاك يؤشر أن جيشنا هو جيش تعرضي مهاجم وصلب وليس مستكين مدافع ....

ربما شدني إلى الفيلم أني منحاز للعسكر وبطولاتهم ، وخاصة أني عملت قائد فصيل وقائد سرية دبابات أيضا .. من أجمل الأيام رغم التعب والظروف الصعبة التي يعيشها أفراد هذا السلاح المدرع ...

والذين يتميزون بالقرب من بعضهم البعض ، وينام القائد وجنوده جنبا لجنب ويصنعون قلايات الطعام ويشربون الشاي تحت ظل أجنحة الدبابات في شمس الصحاري الحارقة المختلطة بالعرق والدم والتراب ورائحة زيوت ووقود آلياتهم .. حتى عسكر الدبابات تنشأ علاقة خاصة بينهم وبين دبابتهم كالعلاقة التي تنشأ بين الفارس وفرسه فصهوات الدروع رمزا للفروسية العسكرية.. هذا الكلام لا تجده في الكتب ولا في قاعات السينما ولا في بهو الفنادق الفاخرة ولا في الملاعب أو المصانع والشركات.. أعتز بكل زملائي السابقين وأسلم عليهم وأجدهم دائما في الأسواق والشوارع وأجدهم كل يوم هنا في هذا الفضاء الإلكتروني الكبير فلهم كل المحبة والتقدير ولن أقول (Fury) وإنما أردد أغنية توفيق النمري "مرحى لمدرعاتنا" .

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا