حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 23885

التطاول .. لعنة الحرية

التطاول .. لعنة الحرية

التطاول ..  لعنة الحرية

09-05-2013 01:49 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فيصل البقور

انا حر ، لكل منا حريته التي لا يشاركه بها احد ، فلو افترضنا ان لكل شخص دائرة من الحرية يعيش في داخلها ، فأكيد سيكون بجانب دائرته ، دوائر حرية اخرى لأشخاص قد يعرف بعضهم او لا ، لذا فمن يستطيع ان يحدد دائرته جيدا ويضع لها علامات تنتهي عندها افعاله ، سيكون بمعزل عن اي تهديد او تداخل مع غيره .


لذا فكلما كثرت دوائر الحرية تلك كلما عاش الجميع بطريقة سوية دون مشاكل تذكر ، اما اذا تداخلت اكثر من دائرة فقطعا سيؤدي ذلك الى الاختلاف ، فالأصل ان احرس دائرتي من كل ما من شأنه كسرها او التطاول عليها وبالتالي التطاول على صاحب الدائرة والعبث بحريته ، فلو التزم كلٌ بدائرته وجعل بينها وبين غيرها مساحة ولو بسيطة ( كتهوية ) او حرم حرية لرضي الجميع بكل ما لديهم ، لكن مشكلتنا اننا نؤمن بحريتنا اما غيرنا فلا يملك حرية ، لذا فشكل حريتنا بعد ذلك اصبح مشوهاً واحياناَ معوّقاَ ، فالصغير والكبير لو كان الامر بيده لقطع عن غيره الهواء ظنا منه انه يمتلكه .

الى ماذا نسعى وماذا نريد ؟، بعدما شوهنا وجه ديمقراطيتنا ، وفتحنا ابواب حريتنا على الغارب ، فلم يعد هنالك من نخجل منه ، وافقدنا الاحترام لمعظم شخصيات البلد ، ولم نزل نتكلم عن الحرية ، اعتقد ان ما نعيشه ابعد ما يكون عن الحرية واطلق عليها ما شئت الا ان تكون حرية ، فكلنا نشهر السيوف والسنتنا تتطاول بحق او بغير حق ، فقط ما نريده هو الكلام اما الافعال ، فيبدو اننا اجَلنا القيام بها الى ما بعد الموت ، ولنتذكر انه خلال العامين الماضين كم اسقطنا من رموز وهامات عالية دون وجه حق ؟؟؟! مع التأكيد ان الكثيرين قد عاثوا فسادا بنا وبقوت اولادنا ، لكن يبقى الاتهام قاصراً دون دليل .


وقديما قالوا تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الاخرين ، وما نلمسه الان اننا الغينا الاخرين واوهمنا انفسنا اننا نحن الاخرين ، فأصبح الكلام كثير وازلنا سقوف كثيرة كانت تغطينا ، وكسرنا كثيرا من الحواجز التي كانت تحمينا ، واصبحنا بحمد الله غربان ننعق بالخراب ، فالطالب يتعدى على معلمه ، والمريض على من يعالجه ، والناخب على نائبه ، والابن على ابيه والبنت على امها ، والموظف على مديره والوزير على رئيسه ، بمعنى اننا نمارس الحرية بالمقلوب ، ومثل هكذا ذهنية اصبحت حالة عامة بالبلد ، وصارت افواهنا ناقلة للذم واوقفنا حاسة الشم ، واستعضنا عنها فقط بالسمع ، فأما ان تكون صانع لأشاعه او ناقل لها .


ولو اعدنا الحديث قليلا الى الوراء ، والسؤال هو لماذا نضع حول البيت جدار يحيط به ( حوش ) ، اعتقد ان الجواب هو حتى اتحرك حول بيتي ( بحريتي ) فلما لا يكون سور بيتنا عالٍ ونتحرك ضمن حريتنا الممنوحة لنا بنضج دون اسفاف ، فلم يعد هنالك شخص الا وتم رميه باتهامات لها ما لها وعليها ما عليها ، ولم يعد هنالك ايضا منشأة عامة الا وتم العبث بها ، فسوء استخدامنا للحرية تلك جعلنا نهدم كل اهراماتنا وحرقنا كل الحقول وهي خضراء .


حقيقة اننا بحاجة الى الصحو وترك اليقظة ولو قليلا مع اعادة النظر بأولوياتنا بالحياة ، فقبل ان نستعيد ما سرق من الوطن يجب اولا استعادة انفسنا ، وان لا نزاود على الرحيل لمجرد تغيير العتبة ، ( اللي ما له كبير يشتري له كبير ) فلقد حان وقت العمل الناضج ،قبل ان يفقد الكبار الصبر ونرجع بعدها الى جلد الذات حينها لا ينفع الجلد ولا الكي كأخر علاج .
ان قضية عدم الرضا التي نعيشها كل لحظة ، والقاء اللوم على الاخرين واستعمالنا لكلمة ( لو ) كثيرا ، سوف يقودنا الى دهاليز وانفاق نسير بها محاولين الخروج دون دليل ، الامر الذي سيؤدي بنا الى التدافع على بوابات الدهاليز للخروج الى الحياة ، واذا ما خرجنا بسلام ( وانا اشك ) فأننا بعد خروجنا سنكون في العراء وتحت وطأة الشمس الحارقة ، مما سيؤثر على قدرتنا على الرؤية الواضحة ، مما قد يؤدي بنا الى الهاوية .
فلنترفق بحالنا قليلا ونمسك بقوة على ترابنا وقطرات الندى الوطني قبل ان نفقد القدرة على الثبات.




لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 23885
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم