بقلم : رائد سليمان العزازمة
عندما تم رفع اسعار المشتقات النفطية وخصوصا السلعة الاكثر استخداما في المنازل أسطوانة الغاز وما تبع ذلك من أعمال احتجاج واسعة في كافة منا طق المملكة, جاءني يومها ابني احمد وهو بالمناسبة في الصف الاول الابتدائي ليخبرني بعدم نيته العودة الى المدرسة هو وزملاؤه قبل ان يتم التراجع عن قرار رفع الاسعار, عندها ضحكت وقلت له يا بابا اترك هالمواضيع وانتبه لدراستك وما في داعي تفكر بهيك أمور. الى هنا تعاملت مع الموضوع بنوع من الدعابة.في اليوم التالي بينما كنت أتابع احدى القنوات الفضائية شدني تقرير تلفزيوني لاطفال بنفس العمر لابني احمد موجودون في بريطانيا وفي مدارس أكسفورد تحديدا يستعرض التقرير مسابقة لصناعة وتطوير الروبوتات يشترك بها الاطفال على مستوى بريطانيا.عندها توقفت قليلا وشعرت بآسى وحزن شديد وخطورة ما يحدث,وصرت اتساءل هل من المصادفة ان تملأ عقول أبناءنا بهذا السن بمثل مواضيع رفع اسعار المحروقات او استخراج اليورانيوم او مشاريع الطاقة والمفاعلات النووية او مشروع الباص السريع.....الخ. وهل من المصادفة المرور بالاهوال عند الشروع بمعاملة خدماتية او صحية تخص وزارة البلديات او الصحة, وهل من المصادفة ما يمر به الاهالي كل عام من كابوس امتحان التوجيهي وتبعاته, وهل من المصادفة الفشل المتواصل لمشاريع التنمية التي تخص الوطن والمواطن,وهل من المصادفة ان يكون سعر البطاطا مثلا اليوم ب50 قرش ويرتفع غدا الى 80 قرش وهل من المصادفة عدم فعالية الأجهزة المعنية في التعامل مع ظروف جوية استثنائية.
أم ان حرب العقول وتفريغ أدمغتنا وأدمغة أبناءنا من أي قدرة على على التفكير السليم والتخطيط السليم وبالتالي التنفيذ السليم من الاهداف الخفية ومن المعارك الشرسة التي تشن على هذه الامة دون ان نشعر بحجم وثقل الهزيمة التي تلحق بنا وبمستقبل ابناءنا نتيجة لهذه الحروب.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا