بقلم :

 تابعت بالأمس على قناة الجزيرة برنامج الإتجاه المعاكس ، وقد لفت نظري عدة ملاحظات ...

1- المحاور الموريتاني المفكر الذي ادعى انه ليس مدافعا عن الحكم السوري وانما عن الشعوب بشكل عام وحاول أن يقنعنا أنه يؤمن بالقومية العربية ، انتفض صارخا كمن ضربته الكهرباء عندما ( ظن ) أن المحاور الآخر قد أساء لموريتانيا فتبين لنا كيف يفكر وكيف ينفعل المثقف العربي ومدى تأثير الأقليمية في حواراته ..

2- حاول المحاور الموريتاني الإيضاح للمحاور السوري أن الدعوة للتدخل الأجنبي حدثت في دول عربية أخرى مثل العراق وليبيا، ورأينا النتيجة، فلماذا يفعل السوريون ويكررون نفس السيناريو مع أنهم يعلمون النتيجة مسبقاً؟ أي أن التدخل الأجنبي سيجلب الدمار الكامل على سوريا لعشرات السنوات القادمة ، ولكنه لم ينتقد الحكم السوري الحالي في أي محور من محاور الحوار

3- نحن جميعا نعلم أن المعارضة السورية ستستفيد من التدخل الأجنبي مثل ما حصل في العراق وليبيا. فقد عاد الثوار من لندن وباريس وواشنطن على ظهر الدبابات الأمريكية وها هم يحكمون اليوم في بغداد وطرابلس الغرب ، وهذا ما سيحدث في دمشق فخلال وقت قصير ستعود المعارضة السورية لتحكم في دمشق .

4- الغريب في هذا الأمر هو الشعب نفسه، كيف ينجر إلى رغبات المعارضة المأجورة ويقتل نفسه ويخرب بلده اقتصادا وسياسة وثقافة من أجل أن ينتقل الحكم من عاهر إلى عاهر آخر.. ومن أجل أن تأتي قوات الدول الكبرى لتتحكم فيه وفي مصائره لعشرات السنوات القادمة. ألا تفهم هذه الشعوب، أن الإنسان الذي لا يتعلم من الآخرين لا يستحق أفضل من الذي يجري له..

5- إن حكم عائلة الأسد وصدام من قبله لم يجلب سوى الويلات على الشعوب التي حكمتها، ولكن حكم القادة الجدد القادمون هو أسوأ من حكم صدام والأسد، ومستقبل العراق بان واتضح عندما تم تشريد بقية النخب العراقية إلى أرض الله الواسعة وأصبح كثير من أبناء الرافدين يستجدون في الأردن وسوريا. فلماذا يريد السوريون أن يسيروا نفس المسار؟! ألا يقول المثل السوري " اللي بجرب المجرب عقله مخرب "....

6- نسبة التصويت العربي كانت لصالح التدخل الأجنبي في سوريا وبنسبة وصلت إلى 91% . وهنا نجد صعوبة فيما يجب أن نقوله للشعب العربي. فهل ينسى العرب بهذه السرعة؟! لا أظن أن هناك شعب على وجه البسيطة يفقد ذاكرته بهذه السرعة، فماذا ينتظر العرب من أمريكا عندما تدخل إلى سوريا ؟ هل أراد الغرب لنا في أي يوم على مدار التاريخ الخير ؟؟!! فكيف نطلب منه التدخل، هل نحن سذج إلى هذه الدرجة؟!

7- قناة الجزيرة وبرنامج الاتجاه المعاكس ومقدمه فيصل القاسم برنامج ناجح وقناة تستحق التقدير بكل المقاييس، إستطاعت وتستطيع أن تحقق أهدافها المعلنة وغير المعلنة. ويجب علينا أن نقف لهم احتراما مع أنني أشك كثيرا في نوايا القناة والبرنامج وأهدافهم.

8- ما زال المستقبل العربي مظلما وما زال الربيع اليهودي مزدهرا وثمره يانعاً. ولا أظن أن الأيام الحالية أو القادمة تحمل لنا أي بشائر ما دام تفكيرنا قد انحدر ووصل إلى ما وصل إليه، فنحن ما زلنا بحاجة إلى الكثير الكثير ... والله الموفق.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا