بقلم : المهندس وصفي عبيدات

اولا واحترما للمنتخب الاردني فإني ارفع التحية التي يستحقها القادة فما قدّمه النشامى لكرة القدم كان عرضا منضبطا وبيانا وطنيا مكتوبا بالعقل والإرادة معلنا أن كرة القدم ليست حكرا على المال والامكانات ولا على الأسماء الثقيلة انما هي انتماء حين يُتقن أصحابه الإيمان بالفكرة

منتخبنا دخل البطولة بعقول ممتلئة ايمانا بالواجب والاستحقاق و بقلوب تعرف تماما لمن تلعب وكيف ، منتخب كان يحمل في وجدانه كنزا لا يقدر بثمن فقد وضع قواعد راسخة للعبة ، قواعد قد لا يملكها غيره في عالم الرياضة ، كانوا جندا يحملون راية الوطن فوجب عليهم ان تبقى الراية مرفوعة ، فحين يكون الوطن هو الهدف الأول يسقط كل ما عداه من حسابات
.
لماذا حصل المنتخب الأردني على العلامة الكاملة؟ ولماذا صفق له الجميع ؟ حتى من انكر وجوده في البداية لم يجد.من اللباقة ان لا يرجع عن راية امام العملاق الأردني الذي قلب كل الموازين ليعود فيعترف اته في البداية أخطأ في راية بالمنتخب ! فما كان ذلك الا لأن المنتخب كان يحمل رسالته لكل العالم ليقول أن الانتصارات الميدانية ليست فقط بالنتائج ولكن بالأخلاق وحسن الأداء والتصرف والانضباط والانسجام داخل الملعب وخارجه ، كانت نتاج علاقة شراكة ووعي بين المدرب واللاعبين ، فحين يلتصق القائد بلاعبيه فهماً وثقة يصبح النصر مسألة وقت لا مقامرة حظ

المدرب المغربي - الاردني جمال السلامي قدّم درسا في الإدارة قبل التكتيك فقرأ أدواته البشرية بدقة ووظّف كل لاعب في مكانه الصحيح وصنع منظومة متماسكة صعبة الكسر تعرف متى تضغط ومتى تهدأ ومتى تضرب بلا تردد .

وراء هذا المنتخب وقف الأردن كله وقفت العائلة المالكة جميعها ملك وملكة وامراء واميرات دعما وثقة ووقف الشعب سندا وصوتا فتحوّل المستطيل الأخضر إلى مساحة وطنية خالصة تعالت فيها الحناجر وهي تردد النشيد الوطني معلنة المنافسة باسم الجميع ليُكتب فيها الإنجاز بتوقيع الدولة واللاعبين معا

ما جرى في قطر حكاية يحفرها النشامى على خارطة الوطن ملحمة تاريخية لتستمر وتحقق الانجاز تلو الانجاز فوصافة آسيا ووصافة العرب ليست سقف الطموح بل دليل قدرة ، منتخبنا يتقدّم بثبات نحو المونديال بلا ضجيج وبلا ادعاء ، يسير بإيمان عميق أن الأردن حين يثق بنفسه يصل

حمى الله الأردن ملكا وارضا وشعبا ورفع قدره ومكانته الى أعالي القمم