سرايا - تتجه أنظار عشاق كرة القدم حول العالم، اليوم الجمعة، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث تُقام قرعة نهائيات كأس العالم 2026 في مركز كينيدي، وسط استعدادات واسعة وترقب كبير من المنتخبات الكبرى؛ لمعرفة هوية منافسيها في مرحلة المجموعات.



وأعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الإجراءات الرسمية للقرعة، والتي شهدت تغييرات واضحة مقارنة بالنسخ السابقة، وذلك بعد زيادة عدد المنتخبات المشاركة إلى 48 منتخبًا، ووجود ثلاث دول مضيفة هي الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، للمرة الأولى.



وتم وضع الدول المضيفة في المستوى الأول، فيما لن تتمكن منتخبات مثل إسبانيا والأرجنتين وفرنسا وإنجلترا من مواجهة بعضها البعض قبل نصف النهائي، وفقًا لنظام تصنيف جديد، كما شدد الفيفا على قواعد تمنع تواجد أكثر من منتخب واحد من كل قارة في المجموعة نفسها، باستثناء القارة الأوروبية.



ويتولى النجم الإنجليزي السابق ريو فرديناند الإشراف على مراسم القرعة، بمشاركة أسماء رياضية عالمية بارزة مثل توم برادي، وواين جريتزكي، وآرون جادج، وشاكيل أونيل.



ومن المنتظر أن يشهد الحدث حضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إضافة إلى عروض فنية من فرقة Village People والمطرب روبي ويليامز، في إطار الإعداد لاحتفالية ضخمة يهدف الفيفا من خلالها لتجنب أي جدل بعد وقائع ارتبطت بنسخ سابقة للقرعة.



أخطاء كارثية في قرعة مونديال 1982



وتعيد هذه المناسبة إلى الأذهان أخطاء تاريخية شهدتها قرعة كأس العالم على مر السنين، أبرزها ما حدث في قرعة كأس العالم 1982 في مدريد، والتي شهدت زيادة عدد المنتخبات إلى 24 فريقًا، بدلًا من 16، مع زيادة مقاعد قارتي إفريقيا وآسيا.



وأقيم حفل قرعة البطولة في مدريد، حيث تولى الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) آنذاك، سيب بلاتر، مسؤولية إدارة الحفل.



وأثار الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) جدلًا واسعًا خلال الفترة التي سبقت القرعة، وذلك باختياره المثير للجدل لإنجلترا ضمن أفضل المنتخبات في البطولة، رغم فشلها في التأهل للنسختين السابقتين.



وأكد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قبل القرعة وقوع منتخب واحد فقط من أمريكا الجنوبية في كل مجموعة، ولذلك تم استبعاد بيرو وتشيلي من الوعاء الثالث حتى يتم تخصيص منتخبين أوروبيين للمجموعات التي تضم الأرجنتين والبرازيل.




وبعد أن شرح بلاتر وزميله المدير التنفيذي للفيفا هيرمان نيوبرغر العملية أثناء بروفة القرعة، نسيا القاعدة عندما جاء الأمر إلى البث المباشر للقرعة على الشاشات التلفزيونية.



وحدث خطأ في توزيع المنتخبات خلال القرعة، ما أثار فوضى عارمة خلال الحفل وتم تصحيح الخطأ من جانب المنظمين ثم واجهت النسخة نفسها مشكلات تقنية بعدما تعطلت إحدى الآلات المستخدمة في السحب، وانفتحت كرة من الكرات داخل الجهاز، ما اضطر المسؤولين للتدخل يدويًا لاستكمال عملية القرعة وسط ارتباك واضح.




روبن ويليامز يثير الجدل في قرعة 1994



وفي الولايات المتحدة أيضًا، خلال قرعة مونديال 1994، خطف الممثل الكوميدي روبن ويليامز الأضواء بتصرفاته الطريفة التي أربكت بلاتر وقتها، وأدخلت الحفل في حالة من المزاح المستمر قبل العودة إلى السير الرسمي للحدث.



واضطر المزاح الزائد بين بلاتر وروبن ويليامز في جدل واسع حول استخدام كرات ساخنة وأخرى باردة لتوجيه القرعة لدرجة أن بلاتر سخر من الأمر وقتها قبل اختيار منتخب بلاده قبل سحب الكرة الأخيرة في إحدى المجموعات.




أما قبيل كأس العالم 2018، فقد أثارت تصريحات بلاتر ضجة جديدة حين أشار إلى إمكانية “تسخين أو تبريد الكرات” للتأثير على نتائج القرعة، وهي المزاعم التي نفى «فيفا» والاتحاد الأوروبي صحتها بشكل قاطع، مؤكدين أن جميع الكرات متطابقة وأن القرعة تتم بنزاهة كاملة.



ومع كل هذه الذكريات المثيرة، يأمل الاتحاد الدولي لكرة القدم في أن تسير قرعة واشنطن بسلاسة تامة، وأن تقدم بداية مميزة لأكبر نسخة في تاريخ كأس العالم.