04-12-2025 08:17 AM
بقلم : د. يوسف عبيدالله خريسات
في الأردن تقف إنسانية الدولة في المقدّمة الدبلوماسية بوصفها روح الرسالة وميزان العلاقات الدائمة
فمن يدخل عمّان سفيرا يشعر منذ اللحظة الأولى أن الأردن يحفظ كرامة الإنسان ومكانته ويمنح القادم مساحة واسعة ليتحرك فيها بطمأنينة واحترام. فالمملكة الأردنية أقامت علاقتها مع العالم بأدوات العقل والرحمة وصنعت نموذجا يجعل المشاركة الوجدانية جزءا من حضور السفراء في المجتمع المحلي شيئا له قيمة إنسانية وأخلاقية.
هذا النهج المتوازن جاء من قيادة هاشمية أدركت أن العالم اليوم يحتاج إلى خطاب محمول على الأخلاق وإلى حضور يعبر عن قيمة الدولة التي تحظى بالتقدير.
والقيادة الهاشمية رفعت منسوب هذا الاحترام بين الدول وفتحت للأردن أبوابا من الثقة والمهابة لأن رسالته كانت دائما واضحة في العلاقات المبنية على صدق المشاعر والمواقف النبيلة.
ومن هنا أصبح السفراء في الأردن يجدون أنفسهم قريبين من الناس ويشاركونهم مناسباتهم ويقتربون منهم ويدركون أن هذا البلد يحمل طابعا مختلفا في التعامل مع ضيوفه.
فعمان مدينة تستقبل ضيوفها الدبلوماسيين دون تكلّف او مبالغة، وتمنح القادم إليها مساحة يكتشف فيها معنى البساطة الممزوجة بالعزة والود الكرامة.
وفي المقابل يقف سفراء الأردن في العالم أمام مسؤولية وطنية كبرى لتشكيل الصورة الحقيقية للأردن وقيادته وشعبه.
فالسفير الأردني يمثل حالة أخلاقية قبل أن يكون ممثلا سياسيا وينقل للعالم أن هذا الوطن يحمل قيمه معه أينما ذهب ويقدم حضوره بوقار يستند إلى تاريخ طويل من الثبات والاعتدال والإنصاف.
إن تفعيل الدور الإنساني لسفرائنا في الخارج يمنح الأردن صوتا مختلفا يستند إلى التواصل مع المجتمعات المستضيفة وإلى المشاركة في أفراحها ومناسباتها وإلى حضور القلب قبل حضور التمثيل السياسي
ويحتاج العالم اليوم إلى هذا الشكل من الدبلوماسية التي تقترب من الناس مباشرة.
فحين يشارك السفير لحظة إنسانية صادقة أو يقف مع مجتمع مضيف في محنة أو احتفال فإن أثر هذا الحضور يتجاوز كل خطاب سياسي مكتوب.
إنها الدبلوماسية التي تبقى في الذاكرة الشعوب وتؤسس لثقة طويلة الأمد لأنها دبلوماسية قريبة من البشر وتعكس صورة وطن يعتز بقيمه ويؤمن بأن الاحترام المتبادل هو الطريق الأوسع لبناء علاقات مستقرة ومثمرة.
وعندما تتلاقى هذه الرسائل سفراء يفدون إلى الأردن فيجدون فيه وطنا مفتوحا القلب وسفراء أردنيون يذهبون إلى العالم حاملين صورة بلد راسخ في مبدئه وإنسانيته يترسخ موقع الأردن كحالة متفردة في الإقليم والعالم.
فالأردن يمتلك من الهيبة ما يجعله حاضرا بقوة ومن الحكمة ما يجعل حضوره ناعما ومن القيادة الهاشمية ما يجعل رسالتها أكثر عمقا واتزانا.
ويبقى الأردن بلدا يكتب حضوره من خلال إنسانيته ويرسم صورته بالود والكرم والأخلاق ويصنع مكانته من خلال علاقة تمتد من القلب إلى القلب ومن الإنسان إلى الإنسان قبل أن تمتد إلى قاعات المراسم واللقاءات الرسمية.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
04-12-2025 08:17 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||