18-11-2025 06:52 PM
سرايا - كشفت دراسة طبية جديدة أن دواءً شائعاً لعلاج السكري قد يُضعف الآثار المفيدة للتمارين الرياضية لدى المرضى، وهو ما يُشكل جرس إنذار بالغ الأهمية للأطباء والمرضى بشأن مدى فعالية هذا الدواء.
ويعاني أكثر من 450 مليون شخص حول العالم من داء السكري من النوع الثاني، ويتزايد هذا العدد عاماً بعد عام، ويعتمد العلاج غالباً على تغييرات في نمط الحياة إلى جانب الأدوية.
ومنذ نحو نصف قرن يصف الأطباء في مختلف أنحاء العالم دواء "الميتفورمين" كما يوصون إلى جانب هذا الدواء بممارسة النشاط البدني اليومي لمرضى السكري، والسبب هو أن هذين العلاجين المُثبتين علمياً يُحققان نتائج أفضل معاً.
ويُقلل دواء الميتفورمين مستويات الجلوكوز في الدم عن طريق تثبيط إنتاج الجلوكوز في الكبد ومساعدة الخلايا على استخدام الأنسولين الخاص بها بشكل أكثر فعالية.
وقال تقرير نشرته جريدة "إندبندنت" البريطانية، إن الباحثين خلصوا مؤخراً إلى أن الميتفورمين قد يُضعف الآثار المفيدة للتمارين الرياضية، وهو ما يشكل صدمة فيما يتعلق بهذا العلاج.
وقال ستيفن مالين، اختصاصي علم الحركة في جامعة روتجرز، ومؤلف الدراسة الجديدة المنشورة في مجلة الغدد الصماء والتمثيل الغذائي: "يفترض معظم مقدمي الرعاية الصحية أن واحد زائد واحد يساوي اثنين. وتكمن المشكلة في أن معظم الأدلة تُشير إلى أن الميتفورمين يُضعف فوائد التمارين الرياضية".
ويقول الباحثون إن الدراسة الأخيرة تطرح أسئلةً ملحة على الأطباء حول كيفية الجمع بين العلاجين بشكل أفضل.
وشملت الدراسة 72 بالغاً مُعرَّضين لخطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، وهي مجموعة من الحالات المعروفة بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب، وقُسِّموا إلى مجموعات: مجموعة مارست تمارين رياضية عالية الكثافة مع تناول دواء وهمي، ومجموعة مارست تمارين رياضية عالية الكثافة مع الميتفورمين، ومجموعة مارست تمارين رياضية منخفضة الكثافة مع دواء وهمي، ومجموعة مارست تمارين رياضية منخفضة الكثافة مع الميتفورمين.
وعلى مدار أربعة أشهر، تتبع الباحثون التغيرات في وظيفة الأوعية الدموية للمشاركين تحت تأثير تحفيز الأنسولين، وهي عملية معروفة بمساعدتها على تمدد الأوعية الدموية وتوصيل الأكسجين والهرمونات والمغذيات بعد الوجبات.
ووجدوا أن التمارين الرياضية تُساعد الأوعية الدموية على الاستجابة بشكل أفضل للأنسولين، مما يسمح بتدفق دم أكبر إلى العضلات، لكن هذه التحسينات تضاءلت عند إضافة الميتفورمين.
كما بدا أن الميتفورمين يُقلل من فوائد التمارين الهوائية ويُقلل من آثارها الإيجابية على الالتهابات ومستوى الجلوكوز في الدم أثناء الصيام.
ويشتبه الباحثون في أن العملية التي تُحسّن فعالية الميتفورمين قد تُعيق قدرة الجسم على الاستجابة الكاملة للتدريب البدني.
وأشار الدكتور مالين إلى أن "وظيفة الأوعية الدموية تتحسن مع التدريب الرياضي، بغض النظر عن شدته".
وأضاف: "بدّل الميتفورمين هذه الملاحظة، مُشيرًا إلى أن أحد أنواع التمارين الرياضية لا يُحسّن أيضًا من شدة هذا الدواء المُستخدم لصحة الأوعية الدموية. كما لم يتحسن أداء الأشخاص الذين يتناولون الميتفورمين، مما يعني أن وظائفهم البدنية لا تتحسن، وقد يُشكّل ذلك مخاطر صحية طويلة المدى".
ويدعو الباحثون إلى إجراء المزيد من الدراسات لإيجاد استراتيجيات تُحافظ على فوائد كل من التمارين الرياضية والميتفورمين.
وقال الدكتور مالين: "نحن بحاجة إلى معرفة أفضل طريقة للتوصية بممارسة التمارين الرياضية مع الميتفورمين. كما نحتاج إلى دراسة كيفية تفاعل الأدوية الأخرى مع التمارين الرياضية لوضع إرشادات أفضل للأطباء لمساعدة الناس على تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة".
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-11-2025 06:52 PM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||