سرايا - هل لاحظت يومًا أن سيارتك بدأت تستهلك كميات غير معتادة من البنزين، وأن صوت الموتور أصبح أعلى وأكثر خشونة من ذي قبل، مع اهتزاز واضح عند الوقوف أو الركن؟!.. ربما يكون أول ما يخطر ببالك هو أن المشكلة في «البواجي» أو «فلتر الهواء»، وهما أكثر القطع التي يُلقى عليها اللوم عادةً عند ظهور مثل هذه الأعراض. لكن المفاجأة أن السبب الحقيقي في الغالب لا علاقة له بهما إطلاقًا، بل يعود إلى جزء صغير داخل الموتور لا ينتبه إليه الكثيرون رغم أهميته البالغة، وهو «صمام EGR».

«ما هو صمام EGR؟»


هذا الصمام، واسمه الكامل «Exhaust Gas Recirculation»، يؤدي وظيفة بيئية وفنية دقيقة في الوقت نفسه، إذ يقوم بإعادة تدوير جزء من غازات العادم وإرجاعها مرة أخرى إلى داخل غرفة الاحتراق في الموتور، وذلك بهدف خفض درجة حرارة الاحتراق وتقليل انبعاثات أكاسيد النيتروجين الضارة التي تلوث الهواء. وبفضل هذه العملية، يساهم الصمام في الحفاظ على البيئة، كما يساعد على تحسين أداء المحرك واستقراره أثناء التشغيل.

«حين يتحول الصمام من صديق للبيئة إلى عدو للموتور»

تبدأ المشكلة عندما يتعرض الصمام للتلف أو الانسداد نتيجة تراكم الزيت والكربون عليه بمرور الوقت. عندها يفقد قدرته على أداء مهمته بالشكل المطلوب، فتبدأ السيارة في فقدان توازنها التدريجي، ويظهر ذلك في صورة اهتزاز ملحوظ وصوت خشن يصدر من الموتور، وزيادة ملحوظة في استهلاك الوقود، بالإضافة إلى انبعاث روائح بنزين قوية من العادم، مع خروج غازات سامة أكثر من المعتاد. وفي بعض الحالات قد يفشل السائق في اجتياز اختبار العادم، أو تضيء لمبة «Check Engine» بشكل متكرر على لوحة العدادات كإنذار واضح بوجود خلل.

«علامات تلف صمام EGR»

من العلامات التي تكشف عن تلف صمام الـEGR أيضًا: سماع صوت «تكتكة» أو «خبط» قادم من الموتور، أو توقف المحرك فجأة أثناء الوقوف أو القيادة البطيئة، إلى جانب رعشة قوية عند التوقف في الإشارات أو أثناء وضع «الانتظار». كل هذه الأعراض لا ينبغي تجاهلها، لأنها تشير إلى خلل مباشر في عملية احتراق الوقود داخل المحرك، ما قد يتسبب بمرور الوقت في أضرار جسيمة لمكونات السيارة الحيوية.

«نصيحة الخبراء قبل تغيير الصمام»

ورغم أن كثيرين يسارعون بتغيير الصمام فور ظهور هذه العلامات، فإن خبراء الصيانة ينصحون بعدم التسرع، لأن التنظيف غالبًا ما يكون كافيًا لإعادة الصمام إلى حالته الطبيعية دون الحاجة لاستبداله بالكامل. فإزالة الرواسب والزيوت العالقة به تتيح له استعادة كفاءته التشغيلية بتكلفة أقل بكثير من سعر القطعة الجديدة، فضلاً عن أن العملية سريعة ولا تتطلب فكًّا معقدًا لأجزاء المحرك. أما إذا استمرت المشكلة بعد التنظيف، فحينها يُنصح بالتوجه إلى فني متخصص لفحص الصمام والمنظومة الإلكترونية المتصلة به بدقة، لأن تجاهل العطل قد يؤدي إلى ارتفاع استهلاك البنزين بصورة كبيرة وتراجع أداء السيارة بشكل ملحوظ.