حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,9 نوفمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4450

العمارات يكتب: التوأم الرقمي حلول مسُتقبلية واعدة

العمارات يكتب: التوأم الرقمي حلول مسُتقبلية واعدة

العمارات يكتب: التوأم الرقمي حلول مسُتقبلية واعدة

09-11-2025 09:50 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور فارس العمارات
شهدت السنوات الأخيرة ظهورًا بارزًا لمفهوم "التوأم الرقمي"، الذي يمثل أحد الجوانب المُستقبلية الواعدة لتقنيات الواقع الافتراضي، ورغم تراجع بعض تقنيات الواقع الافتراضي التقليدية التي أصبحت مقتصرة على استخدام النظارات والخوذ، إلا أن تقنية "التوأم الرقمي" سجلت نموًّا سريعًا في مجالات عدة، أبرزها الصناعة والنقل وتتميز تقنية "التوأم الرقمي" بإمكاناتها الواسعة وتطبيقاتها المتعددة التي تشمل تقريبًا جميع القطاعات التي تتعامل مع عناصر واقعية. ببساطة، تعني هذه التقنية إنشاء نسخة رقمية مطابقة تمامًا لشكل وسلوك الأشياء المادية الموجودة في العالم الحقيقي. ويمثل "التوأم الرقمي" مُحاكاة رقمية دقيقة للأشخاص ضمن بيئة افتراضية. وتتمتع نسخ "التوأم الرقمي" بدقة وواقعية تتجاوز أدق التفاصيل الموجودة في العناصر الأصلية. فعلى سبيل المثال، إذا كانت النسخة الحقيقية لشخص أو مبنى تتضمن ميزات أو خصائص معينة كالعلامات الفريدة أو الخصائص المعمارية، فإن النسخة الرقمية ستعكس تلك الميزات بشكل متكامل لتحقيق هذا التطابق الدقيق، ويحتاج كل "توأم رقمي" إلى تدفق دائم من البيانات المُحدثة، سواء من خلال أجهزة استشعار مُتقدمة لتسجيل التغيرات الفيزيائية، أو عبر مصدر آخر يعتمد على متابعة مستمرة للتغييرات في النسخة الحقيقية.
وقد تطال الواقعية التي تحاكيها تقنية "التوأم الرقمي" مستويات أبعد تتجاوز الصفات الفيزيائية، وُبفضل التقدم التكنولوجي، بات بالإمكان تضمين المشاعر والسلوكيات البشرية ضمن النماذج الرقمية لتقديم تجربة مُحاكاة شبه حقيقية للبشر في سيناريوهات وبيئات مختلفة ،وان إنشاء "التوأم الرقمي" يعتمد على تقنيات وأساليب متنوعة لجمع البيانات من المصادر الأصلية، وتشمل هذه الأساليب الاستعانة بالمستشعرات المتطورة أو إدخال البيانات يدويًا في بعض الحالات. لذا، أصبحت الحاجة إلى خبراء متخصصين في بناء وتحديث هذه النماذج أمراً بالغ الأهمية.
وتعدد أنواع تقنية "التوأم الرقمي" على الرغم من تشابه الفكرة الرئيسية وراءها، حيث يتحدد الاختلاف بناءً على المصدر المُحاكى أو طبيعة الشيء الذي يتم نسخ ، ومن بين الأنواع المنتشرة "توأم المُنتجات الرقمي الذي يُعنى بإنشاء نسخ رقمية لمُنْتجات في مراحل التطوير المختلفة بهدف اختبار ظروف الاستخدام المتعددة وتعزيز كفاءتها دون الحاجة إلى استثمارات كبيرة في اختبارات واقعية ، ويشمل هذا النوع نماذج رقمية للسيارات والطائرات وغيرها. كما نجد "توأم البيانات الرقمي" الذي يتخصص بالعمل على البيانات المرافقة للعناصر الواقعية، مثل: تطبيقات الخرائط الرقمية التي تستفيد من البيانات المُستمدة من الأقمار الصناعية لتحديث معلومات الطرق وحركة المرور، وهناك نوع آخر هو "توأم الأنظمة"، والذي يجمع بين المُنْتجات الفيزيائية والبيانات الرقمية لتطوير وتحسين العمليات المختلف ، وهناك ما يُعرف بـ"التوأم الحي"، وهو النسخة الرقمية للكائنات الحية، وعلى صعيد الاستخدامات، تقدم تقنية "التوأم الرقمي" حلولًا متميزة عبر قطاعات متعددة. ففي قطاع الصناعة والإنتاج، تستخدم الشركات التقنية لمُحاكاة المُنْتجات أثناء عملية التصميم لاكتشاف التحديات وابتكار حلول قبل إطلاق المُنتج.
أما في مجال سلاسل التوريد، فإن التقنية تساعد في تصميم نماذج افتراضية لتحليل نقاط الضعف وتحسين الأداء، ففي قطاع التجارة الإلكترونية، تتُيح التقنية بناء بيئات افتراضية للمتاجر تشمل تجربة مخصصة للمُستخدمين وخدمات تسويقية عالية الكفاءة. وعلى الرغم من أن التقنية تبدو مستقبلية الطابع، فإن العديد من الشركات بدأت تبنيها بشكل واسع. القطاع الطبي أيضاً يشهد تحولات بفضل استخدام هذه التقنية حيث توفر للأطباء أدوات مبُتكرة لمُحاكاة واقعية للحالات المرضية وتحليل النتائج دون الحاجة إلى وجود المريض فعليًا. كما يمكن للأطباء تنفيذ واختبار الإجراءات الجراحية قبل تطبيقها على المرضى واستخدام التقنية لجمع استشارات الخبراء من مختلف أنحاء العالم.











طباعة
  • المشاهدات: 4450
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
09-11-2025 09:50 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل تنتقل المعارك والمواجهات إلى الضفة الغربية بعد توقف الحرب بين "إسرائيل" وحماس في غزة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم