03-11-2025 11:25 AM
بقلم : د. أمل محي الدين الكردي
لم يكن الأمس غريباً على الأردنيين ولكنه كان يحظى بلحظات الانتظار الغير مشبعة لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين لرؤيته والاستماع الى الحوار الوجداني الذي يربط جلالة الملك بشعبه الأبوي وعلاقة الثقة المتبادلة بينهم .
خطاب العرش لم يكن تقليدياً او برتوكول ،بل جاء عفوياً من القلب النابض بالصدق نحو الدور الوطني والانساني والتاريخي لهذا الوطن الذي يربط القائد بشعبه وهم يشكلون السند الحقيقي للدولة بكل مراحلها وهم يواجهون الظروف بثبات وعزيمة .
جسد خطاب العرش الرؤية للمرحلة قادمة من العمل والانجاز والحث على الثقة والأرادة للعمل من أجل الاصلاح الشامل في مساراته السياسية والاقتصادية والإدارية وتعزيز قيم المشاركة والشفافية والعدالة .
خطاب جلالته الذي عبر بصدق وأنسانية ومشاعر جياشة داعبت عقولنا قبل قلوبنا ونحن ننتظر كل كلمة ماوراءها من كلمات تحمل الصدق والأنسانية والتعبير لدور القائد والأب والمعلم والجندي لهذا الوطن الذي ولد في قلب الازمات فأشتد بها قوة وصلابة .
وبين القائد بحبه وصدقه وعفويته وانسانيته في قوله: الملك يقلق نعم يقلق ،لكنه لا يخاف الا الله ،ولا يهاب شيئاً وفي ظهره أردني . هذه الكلمات التي يراهن جلالته على علاقة القائد والاخ مع شعبه . نعم نحن نخاف الله ولكننا جنود يراهن علينا وقت الشدة والرخاء وهذه العلاقة لم تأتي بمحض الصدفة ولكن جاءت بما تحمل من الصدق والشفافية بين القائد وشعبه الوفي .
خطاب العرش حمل رسائل سياسية مختلفة للوطن وخارج الوطن وكانت الرسائل مختلفة ولكنها تحمل جُل المعاني المعبرة والمنفذة والاستمرارية الواضحة للخدمة الوطن ومن أجل الوطن .ومنها الاستمرار بالعمل بمسار التحديث السياسي ومواصلة رؤية التحديث الاقتصادي وتطوير القطاع العام .وشدد جلالته على بدء وقت التنفيد والعمل المشترك والمسؤولية الجماعية للتحقيق الاصلاح الحقيقي وترسيخ قيم المساءلة والعدالة . وأكد جلالته على نهج الاصلاح الذي تتشارك به المؤسسات والاحزاب والمجتمع .
وكانت القضية الفلسطينية محوراً من محاور الخطاب الذي يوكد دور الاردن الثابت اتجاهها والسند الدائم للاشقاء الفلسطينيين ومواجهة الكارثة بغزة وأكد جلالته على الوصاية الهاشمية والتي هي أمانة تاريخية يؤديها الاردن بشرف واخلاص وهي التزام ديني متجذر في وجدان الهاشميين منذ فجر التاريخ .
وعبر جلالته ان الفخر والاعتزاز بالقوات المسلحة الاردنية – الجيش العربي – المصطفوي والاجهزة الأمنية الذين جسدوا عبر تاريخ الدولة الاردنية قيم الوفاء والانتماء والولاء للوطن ولقيادته الهاشمية وعبر جلالته بمقولة خالدة وتخلد قال : هنا رجال مصنع الحسين درعاً مهيباً .
ولعل الخطاب أكد على دور الشباب من جند وغيرهم عندما أضاف جلالته بأن الحسين أبني وابنكم اول الجنود للوطن وكانت الملامح التعبيرية لسمو ولي العهد أثناء الخطاب التي تعطي الانطباع والرسائل المختلفة للجيل واعي ورمز لرؤية المستقبل بثقة وطموح مؤمن بقدرة ومقدرات الوطن .
أستمر خطاب جلالة الملك 8 دقائق صفق خلالها الحضور 16 مرة كانت تحمل هذه الرسائل المختلفة التشخيص والمصارحة والتحدي والتمسك بأن الاردن قوي بأهله وقيادته وجيشه وشعبه الاردني الاصيل .وهذا الخطاب الذي اظهر الهمة العالية والعزيمة الصلبة في مواجهة الصعاب وبث في وجداننا الأمان والعزة والكبرياء وحث على صمود الاردنيين وقدرتهم على التحدي والرسوخ والارادة .
خطاب جلالة الملك حمل تعابير ورسائل سياسية ونردد معه نعم نقلق ولكننا نخاف الله ونبقى على العهد مع هذا الوطن الذي ولد في قلب الأزمات ،والتي لم تكنن يوماً استثناء في مسيرته ،بل كانت رفيقته منذ البدايات ،فكان لزاماً أن يشق دربه بالإرادة ،فأثبتت أجياله في كل منعطف وقوفها في وجه المصاعب .
حفظ الله جلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهده وبارك الله لنا بأردنا وترابه الغالي
أمل محي الدين الكردي
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-11-2025 11:25 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||