03-11-2025 10:05 AM
بقلم : ماهر أبو طير
الذي يحلل وسائل التواصل الاجتماعي يكتشف بكل بساطة ارتفاعا متواصلا في حدة النقد تجاه قضايا اردنية محلية متعددة؟.
حدة النقد اللاسعة غابت العامين الماضيين، والسبب كان معروفا اي حرب غزة التي القت بظلالها على الداخل الاردني وشدت الاعناق نحو حرب دموية، وتهديدات اسرائيلية موجهة للاردن، فوق بقية الحروب في لبنان وسورية والعراق واليمن وايران، وهذا التشاغل لم يترك للواحد فينا الوقت ولا القدرة على الاعتراض على اي شيء.
وكأن هذه الحروب ارتدت في بعض جوانبها على تعزيز التسكين في الاردن، وقبول كل شيء كما هو، دون نقد او اعتراض، لان هناك حروبا تشتعل حولنا وحوالينا، وليس مهما سعر لتر البنزين في هذه الظروف ما دام البلد آمنا، ومادمنا نشهد هدما لمدن واحياء، وقتلا لشعوب بما يجعل همومنا المحلية اقل اهمية بكثير مقارنة بما نراه.
الجانب الاخر الواجب الاعتراف به ان الحروب تسببت بحالة تعليق لكثير من النشاطات الاقتصادية، والكل كان مستسلما امام المشهد، في سياقات محاولة اطفاء كلف الازمات الاقليمية على الداخل الاردني، والعبور بأقل الكلف نحو مرحلة جديدة، مع تبني شعار الاستدارة نحو الشأن الاردني هي استدارة نجحت جزئيا حتى الان وليس بشكل كلي.
امام التفاصيل السابقة، وفي هذا التوقيت، الذي اصبحت اخبار غزة يومية، للعام الثالث على التوالي، واخبار الحروب في كل مكان، شبه اعتيادية، وكأننا امام حروب مزمنة ان جاز التعبير، انخفضت حالة شد الاعصاب نحو الشأن الاقليمي، وتلفتت الغالبية فجأة نحو شؤون الداخل بكل ما فيها من تفاصيل كان يتم تجاوزها خلال العامين الاخيرين من حرب غزة وبقية الحروب الدموية التي لم نر مثلها.
لهذا نقرأ نقدأ لاسعا فجأة وكأننا امام موجة واسعة من اجل شيء، في سياق احماء داخلي، من التعليقات على كاميرات المخالفات، مرورا بالتعيينات، والتراشقات الاجتماعية على خلفيات سياسية، واسعار الوقود، وغياب الفرص، والبطالة، والفقر، والغلاء، والتوقيت الشتوي، وقصص شركات البورصة، والجرائم، وما يقوله المسؤولون من تصريحات تستجلب النقد، والعناوين هنا كثيرة جدا، بما يعني اننا عدنا الى الشأن الداخلي باستدارة ناقدة تذكرت كل شؤون الحياة، وما فيها من نواقص تم التعامي عنها بسبب الظرف الاستثنائي الذي تعبره المنطقة، ويترك اثرا على الاردن في كافة نواحي حياته.
هل نحن بحاجة لصناعة حرب في الاقليم، حتى نعود ونتشاغل بها مجددا، حتى لا ننشغل بحياتنا وبعضنا البعض في هذه الظروف؟.
واجابة السؤال سهلة، فالاصل ان يتم حل مشاكل الداخل والسعي بكل الطرق لاستعادة ثقة الاردنيين، وصياغة مستقبل لهم، والتنبه لما بات الاردنيون يعتبرونه سياسة جباية مالية في كل حركة وسكنة، في ظل وضع صعب اقتصاديا، بات الانتباه لتفاصيله اليوم بأعلى درجاته، خصوصا، بعد ان تحولت الحروب الى مستدامة، فيما اوضاع الناس عادت وطفت فوق المشهد، حتى مع احتمالات تجدد الحروب.
هذه المطالعة لاتتقصد القول انه كان هناك استفادة من حروب الجوار لتسكين الداخل، واثارة مخاوفه واشغاله بقضايا بديلة، فهذا رأي انتهازي، لكن القصد يقول ان الاستدارة للداخل بمعناها الايجابي اي مواصلة حماية الاردن وتشغيل اقتصاده وحياته، تعني ايضا استدارة الدولة نحو الهموم الداخلية، ونحو كل تلك المشاكل المعلقة في حياة الناس، والتي تناساها الاردنيون بسبب وضع حرج قائم، لكنها عادت الان الى السطح، جالبة معها موجات نقد من التشخيص والنقد.
المطلوب لتنبه بشكل مضاعف لمطالب الناس، وعدم الاستثمار في تشاغلهم بقضايا الاقليم، لان هذا التشاغل انخفض، وفتح الباب للنظر في وجه حالنا في المرآة، واستيقاظ كل ما كان غافيا من عتب.
نبرة النقد في الاردن كانت حادة، ثم انخفضت نبرتها مع الحرب، لكنها عادت مؤخرا لاعتبارات كثيرة.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-11-2025 10:05 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||