حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,28 أكتوبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 7055

ابو دلبوح يكتب: الملك عبد الله الثاني… منارة الحق ومُلهم الأمة

ابو دلبوح يكتب: الملك عبد الله الثاني… منارة الحق ومُلهم الأمة

 ابو دلبوح يكتب: الملك عبد الله الثاني… منارة الحق ومُلهم الأمة

21-10-2025 12:52 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : موفق عبدالحليم ابودلبوح
في لحظة فارقة من تاريخ الأمة حيث تتشظّى المبادئ وتغدو الحقيقة ضبابًا تائهًا في زوايا المصالح، يسطع نجمٌ لا يُشبه إلا ذاته؛ نجمٌ اتّخذ من الحق شريعة ومن الكرامة نهجًا ومن خدمة الوطن والأمة رسالةً أبدية.... ذلكم هو جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، حفظه الله، سليل الدوحة الهاشمية ووريث المجد النبوي وراعي رسالةٍ سمت عن المصالح وتجلّت في المواقف.

الحديث عن جلالة الملك ليس ترفًا بل هو شهادة تاريخٍ حي، يتكئ على مسيرة حافلة بالثبات ومواقف نُقشت في صخر الوعي العربي عنوانًا للشجاعة والحكمة والنزاهة فمنذ أن تقلّد أمانة العرش الهاشمي، حمل عباءة القيادة لا كمنصبٍ يُتوَّج به، بل كواجبٍ يُؤدى، ومسؤوليةٍ لا تحتمل التهاون هو من إذا اشتدّ ليل السياسة، أضاءه بالحكمة، وإذا اختلطت الأصوات، نطق بالحق، وإذا تعثّرت الخطى، بادر بالفعل لا بالشعارات هو القائد الذي اختار أن يكون صوت شعبه لا صدى لمصالح الآخرين، ووقف في زمن التنازلات، موقف الثابت على المبادئ، دون أن يميل مع الرياح.
فعلى الساحة الوطنية لم يكن جلالته يومًا بعيدًا عن نبض الشعب؛ بل كان الأقرب إلى همّه والأسرع استجابةً لندائه والأصدق قولًا وفعلًا في محطات البناء والإصلاح حيث أطلق مسارات التحديث الشامل، مؤمنًا أن الوطن لا يُبنى إلا بسواعد أبنائه، ولا ينهض إلا بالعلم والعدالة والمؤسسات وتجلّى ذلك في رؤيته المتقدمة للدولة المدنية، وفي سعيه نحو تمكين الإنسان الأردني، وتحصينه بالمعرفة والكرامة والحقوق.
أما على الصعيد العربي والدولي، فقد ظلّ صوت جلالته بوصلة الأخلاق في زمن التيه، ومحرّك الضمير في وجه الصمت المريب فلا يُذكر السلام في المحافل، إلا ويُذكر موقف الأردن، ولا يُنادى بحقّ الفلسطينيين، إلا ويُستحضر صوت الملك الذي قالها غير مرة:
"لا سلام بدون حل عادل وشامل يُفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية."
ولم تكن الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس مجرد رمزية تاريخية، بل مسؤولية دينية وسياسية وأخلاقية، حملها جلالته بثبات الفرسان، لا يساوم عليها ولا يلين فيها يقف على ثغرها كحارسٍ لا ينام، وكسليل بيت النبوة الذي لا يُفرّط في عهدٍ ولا يرتهن لمصالح آنية.
بل في كل المحافل، حين غابت لغة العدل، ظلّ جلالته يحاور العالم بلغة الحق، ويخاطب الضمير الإنساني بنداء الشرف، حتى صار الأردن – برغم حجمه الجغرافي – دولة ذات وزن أخلاقي وسياسي يحسب له العالم ألف حساب.
إن جلالة الملك عبد الله الثاني، لم يكن يومًا رجل سلطة بل صاحب رسالة ، رسالةُ القائدِ الصادق الذي لا يرى في المنصب تمييزًا، بل تكليفًا، ولا في الشعب تابعًا، بل شريكًا في حمل الأمانة ولهذا، ظلّ الاحترام له عابرًا للحدود، والإجماع عليه لا يحتاج إلى تبرير.
في ظلّ هذا القائد، بات الأردني ينهض كل صباح وهو يعلم أن خلفه من يحرس الوطن بعين اليقين ويسنده بثقة الحاضر، ويقوده نحو أفق المستقبل، دون تفريط في هوية، أو مساومة على سيادة، أو تخلي عن مبدأ.
فيا منارةَ الحق في زمن الظلمة، ويا سليلَ المجد حين عزّ المجد، ويا صاحبَ الكلمة التي تنطلق من الصدق لا من الحسابات…
حماك الله، يا جلالة الملك، وأبقاك سندًا للأردن، وأمدّك بالعزم والقوة لتظل كما أنت: قائدًا لا يشبه إلا ذاته، وهاشميًا لا تنحرف بوصلته عن درب الأمة ومع كل ما يحمل قلب الأردني من وفاءٍ لقائده، تتعاظم مشاعر الحب والاطمئنان اليوم، بعد أن منّ الله تعالى على جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين بتمام العافية ودوام السلامة، عقب العارض الصحي الذي ألمّ به.
حمى الله الملك عبد الله الثاني، وأدامه ذخراً للوطن.

موفق عبدالحليم ابودلبوح











طباعة
  • المشاهدات: 7055
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
21-10-2025 12:52 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تنجح "إسرائيل" بنزع سلاح حماس كما توعد نتنياهو رغم اتفاق وقف الحرب بغزة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم