حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,13 أكتوبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 6583

رجا طلب يكتب: غزة .. لا انتصار، ولا انكسار!

رجا طلب يكتب: غزة .. لا انتصار، ولا انكسار!

رجا طلب يكتب: غزة  ..  لا انتصار، ولا انكسار!

13-10-2025 08:56 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : رجا طلب
بعد عامين ويومين تقرر وقف اطلاق النار على قطاع غزة وفقا لخطة الرئيس ترامب (فعليا خطة نتنياهو _ رون ديرمر)، وما ان اعُلنت الموافقة على الخطة من حماس واسرائيل يوم الخميس الفائت من شرم الشيخ حتى بدأت الفضائيات العربية والعالمية بمناقشة الخطة، وبدأت الاسئلة الصعبة تُطرح للنقاش بشأن من الرابح ومن الخاسر ومن المنتصر ومن المهزوم، فالعدوان على غزة والذي امتد لعامين كاملين اخترق العقل العالمي والغربي تحديدا ورسخت فيه قناعتان الا وهما:

الاولى: ان دولة الاحتلال ضعيفة وغير قادرة على الصمود بدون الدعم اليومي لها عسكريا وسياسيا واعلاميا من الولايات المتحدة والدول الاوروبية الغربية.

الثانية: ان "اسرائيل" هي عبارة عن دولة تحكمها عصابة متوحشة لا تملك اي منظومة اخلاقية او قانونية بعد ما جرى في قطاع غزة من فظائع، وبالتالي فقد باتت خطرا على ذاتها وعلى الكذبة التى تروجها عن نفسها انها جزء من المنظومة العالمية الديمقراطية الحليفة للعالم الغربي وهي بهذه الكذبة تشوه صورة الغرب برمته الذي سارع لاخذ مواقف متوازنة نوعا ما بعد الاعترافات المتتالية بالدولة الفلسطينية.

وبالعودة الى السؤال المبكر جدا من المنتصر ومن المهزوم فاني مضطر لكوني طرحته في مقالي هذا الى الاجتهاد قدر الامكان في رسم حدود المكاسب وليس الانتصار وحدود الخسائر وليس الانهزام لكل طرف على قاعدة ان ما جرى بعد 8 اكتوبر من عدوان على غزة هو حدث دراماتيكي وتاريخي يضاهي ما جرى للعرب في هزيمة حزيران عام 1967 واستطيع الذهاب الى ما يلي من نتائج:

بخصوص مكاسب نتنياهو:

اوجزها بما يلي:

• اعاد احتلال قطاع غزة بعد 18 عاما من إحكام حماس سيطرتها الكاملة على القطاع، والمهم هنا ان هذا الاحتلال تم وباتفاق رسمي مع حماس نفسها حيث ستسيطر قوات الاحتلال وفق الخرائط المتفق عليها على ما يعادل 60 الى 70 بالمئة من ارض القطاع، فيما كان الاحتلال قبل 7 اكتوبر لا يملك جنديا واحدا على ارض القطاع.

• نجح الاحتلال في القضاء على قدرات حركة حماس العسكرية وقام بتدمير قطاع غزة برمته وفقا لنظرية شمشون "عليَّ وعلى اعدائي"، وحوّل كل سكان قطاع غزة الى اسرى مقابل اطلاق سراح اسرى الاحتلال الموجودين لدى حماس.

• بات نتنياهو الآن وفقا لاستطلاعات الرأي رجل اسرائيل القوي وعاد له لقب "ملك اسرائيل" وهو امر قد يعيده في اي انتخابات قادمة رئيسا للوزراء وهو امر ما كان يمكن ان يحققه دون تدمير غزة وارتكاب المجازر فيها.

والسؤال الرديف للنجاح هو السؤال عن الفشل، اين فشل نتنياهو؟

في الاجابة استطيع القول انه فشل في المفاصل التالية:

• الفشل الاكبر له هو فشل مشروع التهجير للغزيين، وللموضوعية فان فشل مشروع التهجير لم يكن سببه المقاومة وتمسك الغزيين بارضهم فقط، بل كان لمواقف جلالة الملك عبدالله الثاني بشكل اساسي وللرئيس السيسي وللسعودية وتركيا وقطر والامارات كقوى داعمة اكبر الاثر في افشال المشروع بل ووئده في مهده.

• اما الفشل الثاني فيتمثل في عجزه عن ايجاد جسم فلسطيني بديل في غزة وفق نظريته (لا فتح ستان ولا حماس ستان) وكانت محاولة صناعة ظاهرة البلطجة المتمثلة بعصابة ابو شباب نموذجا صارخا على هذا الفشل، وعندما اقول جسما فلسطينيا اعني حالة وطنية فلسطينية تملك شرعية من الفصائل الوطنية الفلسطينية وهنا تحديدا اقصد حكومة التكنوقراط التي يجري الحديث عنها لادارة قطاع غزة كخيار وطني جامع.

• فشله في تسويق مبررات الحرب على غزة بعدما اغرق القطاع بالدماء والقتل والتدمير وانقلب التعاطف العالمي خلال الشهرين اللذين اعقبا 7 اكتوبر الى نفور ثم ادانة لشخصه ولحكومته، وتكرست صورة الفلسطيني "الضحية" لدى العالم الذي بات اليوم يفهم القضية الفلسطينية كقضية شعب سُرقت منه ارضه تحت غطاء من الاكاذيب التلمودية.

ولكن ماذا عن حماس؟

حماس لم تكسب الحرب، هذا صحيح لكنها اعطت للقضية الفلسطينية الحضور والرصيد الانساني الذي بدأ يأخذ مداه نحو رفض العقل العالمي لفرضية ان شعبا مثل الشعب الفلسطيني ماز ال بلا دولة مستقلة.

Rajatalab5@gmail.com











طباعة
  • المشاهدات: 6583
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
13-10-2025 08:56 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تنجح "إسرائيل" بنزع سلاح حماس كما توعد نتنياهو رغم اتفاق وقف الحرب بغزة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم