12-10-2025 06:46 PM
سرايا - في خطوة قد تغير حياة الملايين من مرضى السكري، نجح باحثون، من كلية الطب بجامعة إنديانا في الولايات المتحدة، في تصميم جزيء هجين، يجمع بين خصائص هرموني الأنسولين والغلوكاغون.
هذا الاكتشاف الواعد، الذي نُشرت نتائجه في مجلة ACS Pharmacology and Translational Science، يهدف إلى تنظيم سكر الدم تلقائياً وفقاً لاحتياجات الجسم، دون التعرّض لمخاطر الهبوط الحاد في السكر، وهو حلم طال انتظاره لمرضى السكري.
◄ توازن طبيعي بين هرمونين
يعاني مرضى السكري من النوع الأول من نقص إنتاج الأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن خفض مستوى الغلوكوز في الدم. لكن العلاج بالأنسولين وحده يحمل خطراً معروفاً، يتمثل في انخفاض سكر الدم الحاد، والذي قد يكون مميتاً في بعض الحالات. من هنا، جاءت فكرة الدمج بين الأنسولين والغلوكاغون في جزيء واحد ذكي.
يذكر أن «الغلوكاغون» هو هرمون تفرزه خلايا ألفا في البنكرياس، وظيفته الأساسية هي رفع مستوى السكر في الدم عن طريق تحويل الجليكوجين المخزن في الكبد إلى غلوكوز
يشرح الفريق البحثي فكرته قائلاً: «عندما يرتفع السكر في الدم، يعمل الأنسولين على خفضه، وعندما ينخفض بشكل مفرط، يتدخل الغلوكاغون لرفعه من جديد. هذا التوازن الطبيعي هو ما نحاول إعادة إنتاجه داخل الجسم».
وبهذا الشكل، يُقدّم البروتين الهجين آلية تنظيم مزدوجة، تُمكِّن الجسم من التفاعل تلقائياً مع التغيرات في سكر الدم دون الحاجة إلى تدخل مستمر أو خطر نقص السكر المفاجئ.
◄ نتائج واعدة في التجارب الأولية
تم اختبار هذا «الأنسولين الذكي» على نماذج حيوانية من الفئران المصابة بالسكري، حيث أظهر فعالية كبيرة في تحسين تنظيم سكر الدم على مدار اليوم. ومن أبرز مزاياه:
• القدرة على الاستقرار في درجة حرارة الغرفة لأسابيع دون الحاجة إلى تبريد، مما يُسهل نقله وتخزينه.
• الاستجابة الذاتية لمستوى الغلوكوز دون الإفراط في خفضه.
• إمكانية تطوير نسختين: واحدة قصيرة المفعول تُستخدم في مضخات الأنسولين، وأخرى طويلة المفعول تُحقن مرة أسبوعيًا.
ويشير الباحثون إلى أن هذا التطور يمكن أن يُقلل بشكل كبير من عبء المراقبة اليومية الذي يواجهه المرضى، حيث لن يكونوا مضطرين إلى حساب جرعات الأنسولين بدقة شديدة في كل وجبة أو نشاط بدني.
◄ مستقبل علاجي أكثر ذكاءً
يصف العلماء هذا النهج بأنه جيل جديد من الأنسولين الذكي القادر على «التفكير» بطريقة مشابهة للجسم البشري.
ويقول أحد المؤلفين المشاركين: «نهجنا يُبسط تصميم الأنسولين الذكي، من خلال استغلال آلية طبيعية موجودة في الكبد، بدلاً من الاعتماد على أجهزة أو خوارزميات معقدة».
◄ آفاق مستقبلية
بينما لا يزال هذا العلاج في المرحلة ما قبل السريرية، يرى الخبراء أنه قد يُحدث ثورة في إدارة مرض السكري من النوع الأول، الذي يصيب نحو ثمانية ملايين شخص حول العالم، أي حوالي %6 من إجمالي المصابين بالسكري.
ويأمل الفريق أن تبدأ التجارب السريرية البشرية خلال السنوات المقبلة، مما قد يفتح الباب أمام علاج أكثر أماناً وذكاءً وملاءمة لحياة المرضى اليومية
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-10-2025 06:46 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |