12-10-2025 08:28 AM
سرايا - من شخصية "سكروج" التي ابتكرها تشارلز ديكنز إلى "السيد بيرنز" في مسلسل "عائلة سيمبسون"، لا تخلو الثقافة الشعبية من الأثرياء الأنانيين والأشرار.
لكن علماء النفس يشيرون الآن إلى أن ما يطلق عليه "تأثير سكروج" قد يكون له جذور علمية حقيقية تتعلق بالثروة والسلوك الأخلاقي.
وتشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الأكثر ثراءً يميلون إلى التركيز على مصالحهم الخاصة ويظهرون تعاطفا أقل مع معاناة الآخرين، وفقا لموقع "الديلي ميل".
وقد يبدو من السهل افتراض أن الثراء يحوّل الأشخاص الطيبين إلى أنانيين، لكن الدكتور ستيف تايلور، عالم النفس بجامعة ليدز بيكيت، يرى العكس أحيانا، فالرغبة في الثروة غالبا ما ترتبط بعدم الرضا الداخلي، فالأشخاص السعداء عموما لا يسعون إلى أن يصبحوا أثرياء.
وأظهرت دراسات من جامعة كاليفورنيا في بيركلي أن الأفراد من الطبقة العليا أكثر عرضة للكذب في المفاوضات والغش للفوز بجوائز، ويظهرون قبولًا أكبر للسلوك غير الأخلاقي في العمل، بينما يميل الأشخاص من الفئات الاجتماعية والاقتصادية الدنيا إلى التعاطف مع الآخرين بشكل أكبر.
وحتى السلوكيات اليومية مثل القيادة تكشف عن نمط مشابه، فقد أظهرت دراسة أن سائقي السيارات الأغلى أقل التزاما بتمكين المشاة من عبور الطريق.
لكن السؤال يبقى: هل المال يجعل الناس أنانيين أم أن الأنانية تقود إلى الثراء؟ يعتقد الدكتور تايلور أن السمات الشخصية نفسها التي تجعل الفرد أنانيا، مثل جزء من ما يُعرف بـ"الثالوث المظلم" الذي يشمل الاعتلال النفسي والنرجسية والماكيافيلية، تدفعه أيضا للسعي وراء الثروة.
هذه السمات تجعل أصحابها أقل تعاطفا وأكثر ميلاً للتركيز على مكانتهم وقوتهم، مع شعور دائم بالنقص يدفعهم لمحاولة ملء فراغ داخلي بالمكانة والسلطة.
وهذا يفسر ارتفاع معدلات الاعتلال النفسي بين مجالس إدارة الشركات مقارنة بعامة السكان.
ويشير الدكتور تايلور إلى أن الافتقار للتعاطف يسهل على هؤلاء الأفراد تحقيق النجاح والثروة، حتى وإن كان ذلك على حساب الآخرين.
في المقابل، الأشخاص السعداء والمتعاطفون لا يشعرون بحاجة ماسة لاكتساب ثروة هائلة، فهم يجدون رضاهم في علاقاتهم وتجاربهم الحياتية أكثر من المال.
لكن هذا لا يعني أن جميع الأثرياء سيئون؛ فبعضهم يصبح غنيا بفضل موهبتهم أو أفكارهم المبتكرة، أو يرث ثروته.
وهناك من يختار التبرع بجزء كبير من ثروته للأعمال الخيرية، مثل بيل غيتس، عكس شخصية سكروج الخيالية.
ومع ذلك، إذا كانت نظرية الدكتور تايلور صحيحة، فهي تفسر لماذا غالبا ما يرتبط الثراء بانخفاض التعاطف، ولماذا يسعى بعض أغنى الناس باستمرار لامتلاك المزيد بدلا من الاستمتاع بما لديهم.
ويختتم الدكتور تايلور بالقول: "الاتصال ضروري لرفاهية الإنسان، وبدونه ستعيش حالة من عدم الرضا الدائم، مهما بلغت ثروتك أو نجاحك".
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-10-2025 08:28 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |