27-09-2025 09:56 AM
بقلم : علي الدلايكة
على مدى ما ينوف عقدين من الزمن ومنذ تسلم جلالته سلطاته الدستورية وهو يختط نهج الدبلوماسية الهادئة الوازنة الحصيفة في تعامله مع الاحداث والتحديات والقضايا المفصلية البعيدة عن الاستعراض وتسجيل المواقف....
ولقد كان الهم الوطني وهم الامة في مقدمة اولوياته حيث اخذ على عاتقه الهم الفلسطيني والذي شكل حالة خاصة على اجندة جلالته حيث ايمانه المطلق دائما ان مشاكل الشرق الاوسط والتوترات الحاصلة به وحالة عدم الاستقرار جلها رهينة ايجاد الحل الدائم والعادل للقضية الفلسطينية وان يتمتع الشعب الفلسطيني بحقوقه المشروعه وهو ما يسمى بحل الدولتين والاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية المستقلة.... وعلى هذة القناعة الراسخة والاستشراف بالمستقبل بدأ منذ ذاك التاريخ ومنذ تسلمه سلطاته الدستورية بالتحرك بدبلوماسية هادئة وازنة مع جميع الاطراف ومع دول صنع القرار عالميا مستخدما جميع الاوراق في الاقناع والنصح وبالادلة التي تتوفر بين الحين للآخر ومن مجريات الاحداث على الارض ومن ناحية الانعكاسات السياسية والامنية والانسانية والاقتصادية والعدالة التي تقتضي حق الشعوب جميعا في المنطقة بالعيش الكريم ومن ناحية احترام وسيادة القانون الدولي والاعراف والمواثيق الدولية ومن ناحية المصالح المشتركة للجميع وعلى حد سواء واستحالة الانغلاق على النفس والانقطاع عن الاخرين في هذا العالم الذي اصبح قرية صغيرة....
لقد كانت مهمة صعبة شاقة تحفها التحديات والمنعطفات والاحباطات مهمة واجهتها القوي العظمى بالعالم وواجهها الكيان بشتى ما يملك من قوى ضغط سياسي واقتصادي واعلامي وكولسات محلية ودولية وما يقوم به من تشوية الصورة وقلب الحقائق ولم يقف عند ذلك وانما حاول ان يشغلنا بانفسنا بالاشاعة والفتنة والتشتيت لينهي اية تحركات يقودها جلالة الملك بهذا الاتجاه لانه الوحيد الذي ينفرد بذلك وهو ما ازعج الكيان وقض مضاجعه.... ولكن كان الاصرار الملكي اعظم وارسخ واكثر قوة لايمانه المطلق بالحق وضرورة احقاقه ولانه شرف وامانة المسؤولية ولانها الثوابت الهاشمية التاريخية الراسخة ذات رسالة خالدة مقدسة ناصعة ولانها سيادة الدولة واستقلال قرارها ولانها مصالح الدولة العليا فاستمر جلالته بخطوات واثقة وعزيمة لا تلين محدثا اختراقات في قناعات سياسية كانت من المستحيلات والمحرمات احداثها او النيل منها وعزز هذة الاختراقات واستثمر بها من خلال مجريات الاحداث ومن خلال التصرفات العنجهية للكيان وتمرده وغروره المستفز مع الشعب الفلسطيني ودول المنطقة ليضيف العديد من المكاسب والتقدم بخطوات واثقة للامام في سبيل الوصول الى الهدف المنشود وهو الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية وكما شاهدنا كيف ان تسونامي ضرب اروقة مجلس الامن عندما عجت وارتفعت اصوات الدول المنادية بضرورة حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية وما احدث ذلك من اهتزازات ارتدادية في سياسات العديد من الدول التي كانت داعمة بالمطلق للكيان وعلى رأسها امريكا والتي تراجعت عن الكثير من المواقف الداعمه للكيان بها ومنها الضم لاراضي الضفة والشروع جديا بانهاء حرب غزة ورفع المعاناة عن اهل غزة واعادة بعضا من هيبة مجلس الامن الدولي بتأكيد الجميع على ضرورة الاذعان ومن الجميع لما يصدر عنه من قرارات واعادة الاعمار بعد ان كان الدعم المطلق للابادة الجماعية والتجويع وضم الاراضي والتهجير فاصبحت هذة التحولات تعد مكاسب كبيرة وعظيمة خسرها الكيان وانصفت الشعب الفلسطيني والمنطقة وعرت الكيان وافقدته الزخم الدولي الذي كان يحظى ويتستر به وخلفه ....
بنظرة منصفة لجهود جلالته نرى انه لو كانت هناك عقول صاغية وضمائر حية ولو كان هناك فكر استراتيجي متقدم واعي منصف غير منحاز ولو كان هناك قادة وساسة بما تحمل الكلمة من معنى ولو كان هناك اهتمام دولي جاد ينظر بواقعية وشفافية وعدالة لمجريات الاحداث وتفاعلاتها مستشرفا بها المستقبل ولو تم الاصغاء لما كان يقوله وينصح به جلالته لما وصلنا اصلا لاحداث السابع من اكتوبر ولما وصلنا الى هذة الاحداث الكارثية التي ضربت دول الشرق الاوسط وشعوبها وامتد الى دول العالم اجمع واصابت الانسانية والقانون الدولي في مقتل والذي سببه ومرده ومنذ البداية عنجهية الكيان واليمين المتطرف الذي يحكمه غباء سياسي منقطع النظير وغير مسبوق هذة الزمرة المأزومة المتعطشة للارهاب والتطرف والقتل والتجويع والتهجير والتأزيم وخلق حالة من العدائية والكراهية والحقد والانتقام ستستمر معاناتها الى اجيال قادمة والتي ايضا اضاعت العديد من الفرص التي لو استثمرت لتجنبت دول المنطقة وشعوبها الكثير من الخسائر الفادحة والكارثية والتي كان يمكن ان توجه للتنمية والتطوير والتحديث ورفاه الشعوب...ولكن واسمع ان ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي... وكما قيل بسوق النحاس ويقول وين الطق النتن وزمرته وما زال يتدشق ومن على منبر مجلس الامن كذبا وتجنيا وعهرا مع انه قوبل بالرفض من غالبية الوفود بان تركوه يخاطب مقاعد فارغة وهي كانت رسالة تؤكد له مدى عزلته وتؤكد للشعب الاسرائيلي الحالة التي اوصل الكيان لها دوليا بانه غير مرغوب به وانه لا يصلح لهذة المرحلة التي تستدعي الحكمة والاعتراف بالواقع ولا يصلح ان يكون شريكا بالسلام والعيش الكريم واقرار امن واستقرار المنطقة مما يستدعي نبذه واقصاؤه وتحميله مسؤولية ما جرى من احداث كارثية اصابت الشعب الاسرائيلي كما اصابت باقي شعوب المنطقة
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-09-2025 09:56 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |