29-09-2025 06:14 PM
سرايا - تعتزم الجزائر تعميم استخدام الألواح الرقمية بنسبة 50% مع انتهاء الموسم الدراسي الحالي، في وقت رفع فيه تربويون انتقادات لاستخدامها كبديل عن الكتاب المدرسي لما لها من آثار سلبية، جعلت كبرى الدول المتقدمة تربويا تتخلى عنها.
مع بداية الموسم الدراسي 2025-2026 في الجزائر، شرعت وزارة التربية في توزيع الألواح الرقمية في عدد من المؤسسات التربوية النموذجية، بلغ عددها 5 آلاف على المستوى الوطني.
وجاء القرار بتوجيهات من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي أمر في آخر مجلس للوزارة "بوضع وتنفيذ خطة تسمح باعتماد وتعميم الألواح الإلكترونية بدل المحافظ المدرسية".
غير أنَّ هذا التوجه تحفظ بشأنه بعض التربويين لعدة أسباب، حيث رفع البعض مبدأ ضرورة تكافؤ الفرص بين التلاميذ في مختلف المؤسسات التربوية، وكذا ضرورة تكوين الأساتذة والمؤطرين على استخدام تلك الألواح.
لكن المأخذ الأكبر كان اعتبار تلك الألواح بدون فائدة حقيقية على التحصيل العلمي للتلميذ، مستدلين بتراجع عدد من الدول التي كانت سباقة إلى استخدامها، عن تعويض الكتب والكراريس.
وفي هذا الإطار، أوضح المختص الاجتماعي والتربوي عمار بلحسن، بأنَّ " الجزائر تحاول أن تنحو تجاه الدول المتطورة تربويا في الاستراتيجيات المنتهجة في قطاع التربية والتعليم، سواء كان على المستوى البيداغوجي من خلال تحسين المناهج وتعديل مواقيت الدراسة وطرق التدريس وغيرها، ولكن أيضا من حيث الوسائل المستعملة في التدريس".
وفي هذا الشَّأن أضاف المتحدث في تصريحه لـ"العربية.نت": "بدت الألواح الرقمية قبل سنوات البديل الأنسب للكتب والكراريس، كونها تخفف وزن المحفظة، وهو الجدل الذي كان ولا يزال قائما عند التلاميذ، وكذا بدا أنها تجعل التلميذ يتعود على الوسائل الرقمية، بما يسمح له لاحقا بالتمهيد للتعود على عالم التكنولوجيا".
كل هذه الآثار الإيجابية، حسب بلحسن، جعلت العديد من الدول تتبنى فكرة تعويض الكتب بالألواح الرقمية، ومنها الدول المتطورة في المجال التربوي وهي الدول الاسكندنافية، لكن تبين لاحقا، ومن خلال دراسات لتربويين أنَّ الآثار وبعد عشر سنوات من التطبيق كانت سلبية، أو أقل جدوى من الكتب والكراريس، ما جعل الكثير من الدول تستغني عن استعمال الألواح الرقمية، مثل السويد، التي كشفت دراسات على مستواها أنَّ "قدرة الأطفال على القراءة ساءت، وضعفت عندهم مهارات الكتابة، والأسباب كثيرة أهمها زيادة اعتمادهم على الأجهزة اللوحية وقضاء وقت طويل أمام الشاشات".
وعليه، استنتج التربوي أنَّ "تخوف منتسبين إلى الأسرة التربوية، وأولياء التلاميذ من الألواح الرقمية، مفهوم نظرا لما سبق ذكره، حيث يخشون من الآثار السلبية التي يمكن تسجيلها خلال سنوات، يضاف إلى ذلك، مشكل استعمال الهواتف الذكية بين الأطفال، حيث يحاول الأولياء جاهدين تخليص أبنائهم من هذا لاستخدام المفرط للأجهزة الذكية".
وانتهى المتحدث إلى التنبيه إلى ضرورة "فتح نقاش عميق حول استراتيجية رقمنة قطاع التربية، خاصة ما تعلق بوسائل التدريس، حيث يجب من جهة الاستفادة من تجارب الدول الرائدة في المجال ومن آخر الدراسات، ولكن أيضا مطابقتها مع ما تحتاجه المنظومة التربوية في الجزائر، وما يمكن أن توفره فعليا للتلاميذ".
بدوره أوضح عضو جمعية أولياء التلاميذ ناصر جيلالي في تصريح لـ"العربية.نت"، قائلا: "في كل الأحوال يجب أن لا نتجاوز الأولويات في القطاع، توجد العديد من النقائص حتى القاعدية أحيانا في المؤسسات التربوية، والتي يجب معالجتها، قبل الانتقال إلى الألواح الرقمية، التي يوجد جدل حتى في الدول المتطورة حول فائدة تعويضها للكتب".
وأضاف المتحدث: "بعض المؤسسات التربوية لا تزال تعاني من نقص في أبسط وسائل التدريس من مقاعد وألواح كلاسيكية، وإنارة وتدفئة وغيرها، وبالتالي فإنَّ التدخل في هذا الإطار أولى، حيث لا يمكن أن تكون هناك مؤسسة تربوية مجهزة بكامل التجهيزات حتى الألواح الرقمية للتلاميذ ومن جهة ثانية مؤسسة تعاني من أبسط وسائل التدريس".
وعليه دعا جيلالي السلطات إلى ضرورة "إعادة ترتيب الأولويات بشكل يضمن مبدأ تكافؤ الفرص بين التلاميذ، وهذا لضمان جودة تعليم في جميع أنحاء الوطن".
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
29-09-2025 06:14 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |