حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,22 سبتمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 13899

موفق عبدالحليم أبودلبوح يكتب: الأردن وقطر .. سيفًا في وجه العدوان

موفق عبدالحليم أبودلبوح يكتب: الأردن وقطر .. سيفًا في وجه العدوان

موفق عبدالحليم أبودلبوح يكتب: الأردن وقطر ..  سيفًا في وجه العدوان

20-09-2025 01:05 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : موفق عبدالحليم ابودلبوح
في لحظات الاضطراب الإقليمي وغياب البوصلة العربية، يبقى للمواقف الصادقة أثرٌ لا يُمحى، وللقادة الشجعان دور يتجاوز حدود بلدانهم، ليصير صوتهم صدىً لشعوب تتوق إلى من يمثلها بكرامة وهكذا، لم تكن زيارة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، إلى المملكة الأردنية الهاشمية مجرّد لقاء رسمي أو جولة دبلوماسية؛ بل كانت لحظة سياسية فارقة، حملت في طيّاتها رسائل تتجاوز التبادل الثنائي، لتعلن عن تموضعٍ عربي جديد، تكون فيه الكرامة أساس التحالف، والسيادة خطًا أحمر، والأمن العربي كلًّا لا يتجزأ.
من بين العواصم العربية، يظل الموقف الأردني متفرّدًا بسمته الثابتة، وميزانه المتزن، وصلابته التي لا تتورط في التهوّر، لكنها أيضًا لا تتهاون حين يُمسّ الشرف العربي وقد برز ذلك جليًا في موقف جلالة الملك عبد الله الثاني، الذي لم يتردد في إدانة العدوان الإسرائيلي الغاشم على دولة قطر، واعتبره انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة شقيقة، وتعدّيًا غير مقبول على القانون الدولي، وخطًا أحمر يستوجب الرد لا الصمت.
لم يكن ذلك مجرد تضامن سياسي تقليدي، بل تعبيرًا حقيقيًا عن التزام الأردن بمبدأ أن الدفاع عن الشقيق هو دفاع عن الذات، وأن الاعتداء على قطر — الدولة، والسيادة، والموقف — هو اعتداء على كل دولة عربية لا تزال تتمسك بهويتها وقرارها المستقل ففي لقاء الأخوّة بين الزعيمين، لم تُطرح ملفات العلاقات العامة، بل نوقشت قضايا السيادة والردع والاستعداد للمراحل القادمة لأن عمّان لم تكن فقط محطة دبلوماسية، بل ساحة لبلورة مواقف، ورسم خطوط حمراء جديدة في وجه الغطرسة الإسرائيلية من هذا المنطلق، لم يأتِ الدعم الأردني لقطر كرد فعلٍ عاطفي، بل كجزء من فهمٍ استراتيجي شامل لطبيعة المخاطر المحيطة بالمنطقة، ولضرورة بناء محور عربي صلب، لا يساوم على كرامته، ولا يُفرّط في سيادة أي من أجزائه.
يدرك الأردن بتاريخه العسكري والسياسي، أن التضامن لا يُقاس بالبيانات، بل بما يُبنى من جسور أمنية واستراتيجية على أرض الواقع ولهذا جاءت المحادثات الأردنية القطرية لتؤسس لجبهة دفاعية حقيقية تبني إطار متكامل للاستجابة السريعة لأي تهديد إقليمي، سواء كان مباشرًا أو غير مباشر فالأردن هنا لا يلعب دور "الداعم من بعيد"، بل يتحرك كشريك مركزي في إعادة بناء المفهوم العربي للأمن الجماعي وهو دور يستمد شرعيته من تاريخ الأردن العروبي، وموقعه الجيوسياسي الحاسم وخبرته الطويلة في إدارة الأزمات بحكمة وصرامة.
فحين يُستهدف الشقيق... يُختبر المبدأ فالاعتداء على قطر لم يكن اختبارًا للدوحة وحدها، بل اختبارًا لضمير العروبة: من سيقف؟ من يصمت؟ من يساوم؟ من يبيع؟ وفي هذا الامتحان، كان الموقف الأردني واضحًا كالسيف: "لن نسمح باستباحة شقيقٍ تحت راية السيادة العربية ولن نصمت حين يُخدش أمن أي دولة تربطنا بها روابط الدم والمصير" بهذه الكلمات وبالرسائل التي تجاوزت البيانات، أعاد الأردن الاعتبار لمفهوم الشقيق الحارس، لا الشقيق المحايد.
ووسط كل ذلك، لم تكن فلسطين غائبة، بل حاضرة في تفاصيل اللقاء، ومركزية في وجدان القيادتين لا باعتبارها قضية "أخرى"، بل كقضية الذات فالأردن، الوصي على المقدسات، وصاحب الموقف الأصيل، وقطر، الدولة التي لم تتخلّف يومًا عن دعم المقاومة والحق، جدّدا تأكيدهما أن: لا شرعية لأي تسوية لا تحفظ الحق الفلسطيني ولا سلام دون عدالة ولا استقرار دون إنهاء الاحتلال.
زيارة أمير قطر إلى الأردن، بكل ما تحمله من رمزية وتوقيت، تؤكد أن العمق العربي لا يزال ينبض حيث لا تزال الكرامة مبدأ لا موقفًا مؤقتًا وقد أثبت الأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، مرة أخرى، أنه صاحب الصوت العربي المتوازن، و الثابت، الذي لا يساوم على المبادئ، ولا يتردد في الدفاع عن الحق، متى ما استُهدف الشقيق أو استُبيحت السيادة.
وفي زمنٍ يُغلف فيه التخاذل بثياب "الواقعية السياسية"، أختار الأردن أن يكون صوتًا عروبيًا أصيلًا، وركنًا راسخًا في جبهة لا تزال تؤمن بأن العروبة ليست وهمًا، بل مسؤولية.
موفق عبدالحليم أبودلبوح











طباعة
  • المشاهدات: 13899
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
20-09-2025 01:05 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الاتصال الحكومي بقيادة الوزير محمد المومني؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم