بقلم : الدكتور فارس العمارات
في جميع أنحاء العالم ، يموت حوالي 1.35 مليون شخص سنويا بسبب حوادث المرور على الطرق أو غيرها من الحوادث المرورية ،ويصاب أكثر من 50 مليون شخص بجروح خطيرة وعاهات واعاقات علاوة على ذلك ، في السياق العالمي ُتعد حوادث المرور على الطرق السبب الرئيسي لوفاة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 عاما وبعد فترة طويلة من انخفاض أعداد الوفيات المرتبطة بحركة المرور على الطرق في ألمانيا مثلاً ، وفي عام 2018 توفي 2.7٪ من الأشخاص في الشوارع وزاد عدد الإصابات بنسبة تصل إلى( 1.1٪). وفي ضوء هذه الأرقام وحقيقة أنه بين عامي 2016 و 2017 انخفضت الوفيات المرتبطة بحركة المرور بنسبة 1٪ فقط ، ويقول المجلس الأوروبي لسلامة النقل ، يبدو أن التدابير التقليدية للسلامة المرورية على الطرق قد وصلت إلى أقصى حد لها في منع الحوادث وعواقبها. من أجل حل هذه المشكلة ، هناك حاجة إلى طرق جديدة ومبتكرة لجعل حياة مستخدمي الطريق أكثر إنقاذا.، خاصة مع تزايد حوادث المرور على الطرق في الأردن حيث وصلت لمستويات عالية ، يذهب ضحيتها صباح مساء كثير من الأرواح ، فضلا عن خسائر اقتصادية كبيرة اثقلت كاهل شركات الـتأمين والمستشفيات ، فضلا عن ما تخلفه من نتائج كارثية نفسية واجتماعية على اسر الضحايا الذين يعانون الصدمة النفسية جراء ما يحدث لضحيا الحوادث من وفيات وحالات تاعي طوال حياتها من عاهات دائمة لا حلول صحية ناجعة لها .
ان الطريقة التي أثبتت فعاليتها في مكافحة الجريمة هي الشرطة التنبؤية. ويشير مصطلح الشرطة التنبؤية إلى "أي استراتيجية أو تكتيك شرطي يطور ويستخدم المعلومات والتحليلات المتقدمة لإبلاغ منع الجريمة بالتفكير المستقبلي" خاصة ان حوادث المرور تعد اكبر جريمة تقترف من قبل السائقين خاصة المتهورين والذين لا يابهون الى اية نواتج جراء افعالهم التي تتسم بالطيش والإهمال والسير بسرعلت جنونية لا يمكن كبح جماحها ،وبالتالي ، فإن الشرطة التنبؤية هي استخدام البيانات حول الجرائم السابقة وحول الجناة والضحايا للتنبؤ بما إذا كان احتمال وقوع جريمة في المستقبل مرتفعا ولمنع حدوثها من خلال التدابير التي تتخذها الشرطة ، مثل :تحديد المناطق عالية الخطورة والقيام بدوريات. وهناك عدد من المشاريع التي تستخدم الشرطة التنبؤية وقد أثبتت هذه المشاريع فعالية التدابير القائمة على الشرطة التنبؤية لمكافحة الجريمة. وإن معرفة أن معظم حوادث المرور على الطرق لا تحدث بشكل عشوائي ، ولكنها تتبع أيضا أنماطا يمكن التنبؤ بها (إلى حد ما) تشير إلى وجود تداخل نظري ومنهجي بين التنبؤ بالجريمة وحوادث المرور على الطرق. والهدف من تطبيق الشرطة التنبؤية هو التحقيق في التطبيق العام لطرق مختارة للتنبؤ بالجريمة على السلامة المرورية على الطرق وذلك من خلال استخدام نظريات وأساليب مختلفة من أجل التنبؤ باحتمالية الجرائم التي يرتكبها السائقين على الطرق ويذهب ضحيتها كثير من الأرواح البريئة التي لا ناقة ولا جمل لها بذلك .