بقلم : د. مرام أبو النادي
الصداقة ليست كلمة تقترن بكثرة اللقاء..إنما بعمق الأثر..
الصديق يتمتع بخاصية لا يمتلكها ذلك الآخر الذي يرى شخصك سطحا فيزيائيا؛ فيلاحظ تناسق ألوان ملابسك أو تشتته،، وابتسامتك أو عبوسك، و يتابع أداءك في أي عمل أمامه.. لا يعنيه من أمرك سوى ما يظهر منك.
للصديق خاصية استشعار تجعله يعرف صدق حالتك وأنت تبتسم، والسبب الحقيقي لعبوسك..
وإن كنت تصطنع الفرح تحت لباس كان الأرقى والأجمل؛ فيعرف صديقك حجم الأسرار وراء أناقتك المفرطة، يعرف آلياتك النفسية الدفاعية؛ يعرف متى تكون أناقتك إخفاء لندبات في قلبك، كما يعرف متى تكون مؤشرا إلى روحك التي تحلّق في السماء فرحا.
الصديق الحقيقي من غاب عنك طويلا، وعند اللقاء يعرف عما يسأل، وأجمل الأسئلة التي جاءت بعد غياب :
( يلا احكي لي).. أحب كلمة( يلا) التي تشكل بادئة السؤال؛ فهي مشبعة بدلالات: التحفيز؛التشوق للاستماع، والأهم أن الصديق يعرف أن في جعبتك الكثير كانه يحثك على البوح متضمنا حثه "كلي آذان صاغية"،
(وهو يعرف سلفا مواطن الحيرة والألم والأمل.. قبل أن ينطقها صديقه).
اجمع أصابع يديك، بل ما تعلمته من أعداد؛ فإن حصرت صفة الصديق من واحد إلى اثنين؛ فهنيئا لك ذلك الكنز.

تضحكني الطفولة ببراءتها، حين كنا نتخذ من أي طفل آخر صديقا لنا؛ فيكفي أن تتشابك أيدينا؛ لنعلن أمام الأهل هذا صديقي.. برهان دامغ صريح تشابك الأيدي.
تشابك الأيدي الصغيرة قد يحدث وتكبر الأيدي والهموم، وتبقى آثار الصداقة بجذورها من العفوية والنقاء.. وقد نتفرق الأيدي؛ ليرزقنا القدر في رحلة الحياة الخل الوفي الصادق الصدوق الذي يجعل حياتنا أجمل بخاصيته التي يتفرد بها عن سائر البشر.