حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,12 أغسطس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 5846

الهوية الوطنية الأردنية ركيزة الاستقرار وضمانة المستقبل

الهوية الوطنية الأردنية ركيزة الاستقرار وضمانة المستقبل

الهوية الوطنية الأردنية ركيزة الاستقرار وضمانة المستقبل

10-08-2025 06:25 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد خير القور
بين التحديات والفرص مسؤولية الدولة الاردنية في تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ مفهوم المواطنة
في هذا المفصل التاريخي من عمر الدولة، وفي ظل التحولات المتسارعة التي تعصف بالإقليم، والتقلبات التي تشهدها المعادلات الدولية تتعاظم التحديات وتتسارع التحولات ،فقد آن الأوان أن تترجم الدولة رفضها الواضح لأي خطاب يُقوّض الوحدة الوطنية، أو يُشتت الولاء، أو يُعيد إنتاج الاصطفافات الضارة، من خلال بلورة خطاب وطني جامع، سياسيًا وإعلاميًا وثقافيًا، يُعلي من مصلحة الوطن، ويُحصّن المجتمع من دعوات التشكيك والانقسام حيث أدركت الدولة الأردنية، عبر تجربتها العميقة والممتدة، أن استقرارها لا يمكن أن يُبنى على الولاءات الضيقة، ولا على الاصطفافات الأيديولوجية، بل على قاعدة المواطنة الكاملة، القائمة على الحقوق والواجبات، وعلى عقد اجتماعي متجدد يُكرّس العدالة، ويعزز الشفافية، ويصون سيادة القانون ومن هذا المنطلق على الدولة الأردنية أن تسيربثقة وثبات نحو مشروع وطني شامل، يعزز منعة الدولة ويجدد بناءها السياسي والاقتصادي، من خلال رؤية إصلاحية متكاملة , وفي قلب هذا المشروع، تتقدم الهوية الوطنية الجامعة بوصفها الركيزة الأساسية لصون الجبهة الداخلية، وتعزيز السلم المجتمعي، وضمان استمرارية الدولة في مواجهة التحديات
ان الأحداث الأخيرة المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين المنحلة، وما رافقها من خطابات إقصائية وسلوكيات خارجة عن السياق الوطني، تُعد محطة مفصلية تستوجب التوقف والتأمل، باعتبارها إعلانًا عمليًا عن نهاية مرحلة من العمل السياسي القائم على الانتماءات الأيديولوجية أو الدينية أو الفئوية، وبداية مرحلة جديدة تقوم على الانتماء للدولة وحدها، وعلى الالتزام بالعقد الوطني الجامع
حيث لم تعد الهوية الوطنية مجرد شعار يُرفع عند الأزمات، بل أصبحت إطارًا جامعًا تتجلى ملامحه في الأداء المؤسسي، والسياسات العامة، والثقافة المجتمعية، وهي السبيل الأوضح لضمان استقرار الدولة وتعزيز قوتها وصمودها في وجه التحديات الداخلية والخارجية
الهوية الوطنية الأردنية التي نسعى إلى ترسيخها، ليست هوية مغلقة أو إقصائية، بل هي هوية جامعة، ترتكز على التاريخ المشترك، والمصير الواحد، والانتماء الصادق للتراب الأردني، والولاء للقيادة الهاشمية. وهي هوية تُترجم إلى سياسات وتشريعات وممارسات، لا إلى شعارات أو خطابات مناسبات، هدفها توطيد الشعور بالانتماء وتعزيز التماسك الاجتماعي
وفي هذا الإطار، تجسّد الرؤية الملكية لتحديث المنظومة السياسية، إلى جانب جهود الإصلاح الاقتصادي وتمكين الشباب والمرأة ومحاربة الفساد، خطوات عملية نحو تجسيد العقد الاجتماعي الجديد، الذي يعيد للمواطن مكانته المركزية في العملية الوطنية
أشار جلالة الملك عبد الله الثاني في الورقة النقاشية السادسة
"لا يمكن أن نحقق التنمية الشاملة والمستدامة، ولا أن نواجه التحديات الإقليمية والعالمية، إلا إذا ترسخت المواطنة الفاعلة، القائمة على حقوق وواجبات متساوية، وعلى شعور مشترك بالانتماء للدولة ""
إن العلاقة بين الدولة والمواطن يجب أن تُبنى على أساس العدالة، وتكافؤ الفرص، والكرامة الإنسانية، بعيدًا عن المحسوبيات والولاءات الشخصية أو المناطقية فالأوطان لا تُبنى إلا بالثقة، والتمكين، والمشاركة الفاعلة في صناعة القرار، وهي القيم التي يجب أن تتجذر في كل مؤسسات الدولة وسلوكها العام
نقتبس من خطاب جلالة الملك أن على الدولة إنشاء برنامج وطني بعنوان "الهوية الجامعة يبدأ من من المدارس يشتمل على القيم الوطنية المشتركة، والتاريخ الوطني، ومبادئ الدستور الأردني. على أن يُشرف على هذا المشروع نخبة من الخبراء في مجالات العلوم الاجتماعية والتربوية ورجالات الدولة السياسية والاجتماعية والاقتصاديه ، وبالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والديوان الملكي ومؤسسة ولي العهد ، ليصبح هذا البرنامج أداة فاعلة في ترسيخ العقد الاجتماعي الجديد لدى الأجيال القادمة
والانتقال من ثقافة الامتيازات إلى ثقافة الحقوق، ومن الولاء الفردي إلى الانتماء الوطني، ومن تغليب المصالح الشخصية إلى الانحياز التام للمصلحة العامة بهذه القيم تُبنى الأوطان، وتُصان الدول، وتتحقق النهضة التي يستحقها الشعب الأردني

إننا اليوم أمام لحظة وطنية فارقة، تستدعي اصطفافًا صادقًا خلف مشروع الدولة المدنية الحديثة، القائمة على سيادة القانون، والمواطنة، والعدالة، لا خلف الشعارات أو الانتماءات الضيقة
وإن مسؤولية حماية الهوية الوطنية الجامعة، وترسيخها في الوعي الجمعي، تقع على عاتق كل مواطن غيور، وكل صاحب قرار، وكل ممثل عن الشعب
فالأردن، اليوم، بحاجة إلى قيادات سياسية تؤمن بالهوية الجامعة، وتُترجم هذا الإيمان إلى قرارات ومواقف تسهم في تعزيز منعة الدولة، وصيانة وحدتها، وتحصينها من كل محاولات الاختراق أو التشكيك
حفظ الله الاردن العزيز تحت ظل صاحب الراية الهاشمية جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم وولي العهد الامين سمو الامير الحسين بن عبد الله المعظم








طباعة
  • المشاهدات: 5846
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
10-08-2025 06:25 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الأشغال العامة والإسكان بقيادة ماهر أبو السمن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم