بقلم : ا. د. أمين مشاقبة
إن حرب الابادة الجماعية في قطاع غزة ما هي الا البداية لمشروع كبير في المنطقة من الخليج إلى المحيط، تم استغلال احداث ٧ اكتوبر لتنفيذ مخطط شيطاني فالهدف الرئيس هو سيطرة اسرائيل على المنطقة ولا مكان لأي شكل من اشكال المقاومة او الرفض للوجود اليهودي كدولة ذات هيمنة اقتصادية وسياسية وعسكرية على الدول والشعوب وبدعم اميركي - اوروبي كامل على السير في هذا المشروع إنه عصر جديد وشرق أوسط مُفصَّل بالطريقة التي تريدها الدولة العميقة التي تحكم العالم.

إن المرحلة الاولى هي اعادة الاحتلال لقطاع غزة، وترحيل اكبر قدر من السكان وما المنطقة الانسانية في رفح الا بداية للترحيل من خلال معسكر اعتقال لما يزيد عن ٦٠٠ الف مواطن يتم ترحيلهم قسرا خارج الحدود، على الرغم من احتمالات حدوث اتفاق الا ان هذا الاتفاق سيتم الانقلاب عليه للاسباب السياسية المُراد تحقيقها، وما يلي هذه المرحلة هو ضم الضفة الغربية تحت السيادة الإسرائيلية ولا مجال لقيام دولة فل فلسطينية باي شكل من الاشكال لان هذا سيكون مانعاً عن السير في المشروع، فاسرائيل التوراتية من النهر الى النهر هي الهدف النهائي بما فيه الوصول او العودة لمكة.

يتزايد الاستيطان في الضفة الغربية بشكل مفرط خصوصاً المنطقة (سي) "C" وB وحسب اتفاق اوسلو حيث تم زيادة عدد المستوطنات الى ٢٢ مستوطنة ليصبح العدد الاجمالي ١٦٦ مستوطنة تضم ما يزيد عن ٧٨٠ الف مستوطن ويُضاف الى ذلك تهويد القدس بشكل كامل من اجل إعادة بناء الهيكل المزعوم وهو الذي تكتمل به الرواية التوراتية، وعلى سكان الضفة إما القبول بالسيطرة والسيادة الاسرائيلية او القتل او التهجير وهذا مُخطط مرسوم بدقة ويطبق تدريجياً، اما لبنان فان الهدف الاسمى هو الوصول لنهر الليطاني واحتلال كامل للجنوب بعد الانتهاء من سلاح حزب الله بشكل كلي، وسوريا تنتظر اتفاقا أمنيا كبيرا يقضي بالسيطرة على اجزاء واسعة من الجولان واهمية افتتاح ممر داود وصولاً الى نهر الفرات وكردستان العراق. ويشمل الاتفاق مع سوريا وضع حد لحالة الحرب وانتهاء العِداء وبالبدء بالتطبيع السياسي والاقتصادي ما لم يكن التقسيم لسوريا لعدة دويلات لا زال قائماً على الأجندة الإسرائيلية او تغيير الحدود بخرائط جديدة، وما يُخطط للعراق هو الانتهاء من القائمين على السُلطة وانهاء دور مليشيات الحشد الشعبي التابع لإيران وسيتم ذلك من خلال اعادة احياء داعش وخلق الفوضى من جديد وإزالة الحكم القائم والهدف يتلخص بانهاء النفود الايراني بالمنطقة العربية كلياً. يوحى هذا المُخطط بالسيطرة الإسرائيلية ورضا اميركي - على شرق اوسط جديد غير مُعاد لاسرائيل ولها الكلمة الفصل في كل ما يحدث.