حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,24 يونيو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4251

‏بهاء الدين المعايطة يكتب: ‏حبّ الوطن في عيون الصغار .. ومسؤوليتنا في الدفاع عنه.

‏بهاء الدين المعايطة يكتب: ‏حبّ الوطن في عيون الصغار .. ومسؤوليتنا في الدفاع عنه.

‏بهاء الدين المعايطة يكتب: ‏حبّ الوطن في عيون الصغار ..  ومسؤوليتنا في الدفاع عنه.

23-06-2025 02:35 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : ‏بهاء الدين المعايطة
‏ ‏ما أجمل أن يترسخ حبّ الوطن في قلوب الأطفال، وما أبهى أن تُنسَج البراءة بروح الوفاء لرايته التي ما انفكّت خفّاقة في الأعالي. ففي عيونهم الصغيرة تنعكس ملامح الوطن، وفي أناشيدهم البريئة تنبض كلماته الخالدة. يكبرون على حبّه، ويشبّون على خدمته، وكأنّ الأرض قد غرست فيهم بذور الانتماء، لتنبت وفاءً لا يذبل، وعزيمة لا تلين.

‏في موقف أعاد إليّ وجدان الطفولة وجدّد في قلبي حبّ الوطن، تيقنت أن هذا الوطن استطاع أن يغرس محبته في قلوب الأطفال كما فعل في قلوبنا. فقد كان ذلك المشهد البسيط، الذي جمعني بابنة أخي ذات الأربع سنوات، كفيلًا بأن يعلّمني درسًا جديدًا في الولاء. كانت تلك الطفلة الصغيرة ترافقني، تحمل في قلبها الصغير بذور الانتماء لوطن نشأنا جميعًا على حبه، وتحمل في عينيها الفخر بعلمٍ رأته ملقى على أحد الأرصفة، فسارعت بخطواتها البريئة لتحمله وتضعه داخل السيارة، خشية أن يبقى على الأرض.

‏جعلني ذلك الموقف أفكّر بعمق: لماذا لا نحمل جميعًا ذلك القلب النقي الصادق تجاه الوطن؟ لماذا بات بعضنا يتعامل مع الوطن كخصم لا كأمٍ حانية؟ من المؤسف أن نرى الخير يُجحد، وأن يتحوّل الوطن إلى ساحة مفتوحة للنيل منه عبر بعض وسائل الإعلام العربية، التي تتغافل عن جهوده، وتتنكّر لقيادته التي، رغم شح الموارد وضيق الإمكانات، استطاعت أن تبني دولة وتُعلي كيانًا يُشار إليه بالفخر.

‏واجبنا اليوم أن نُحكم نسيجنا الإعلامي، وأن نقف صفًا واحدًا إلى جانب الوطن وقيادته، وألّا نسمح لتلك الأصوات المتربصة أن تزرع فينا الشك أو تزعزع إيماننا بوطننا وقيادتنا. ففي زمن كثُرت فيه حملات التشويه والتأويل، أصبحنا في أمسّ الحاجة لأن نكون جنودًا في خندقه، ولو بالكلمة، ولأن نرفع صوت الحق دفاعًا عنه.

‏لم يُغلق الأردن أجواءه يومًا إلا دفاعًا عن الحق، ولم يكن موقفه، كما زعم البعض، عداءً لأحد، بل كان نداءً صادقًا من أجل سلام المنطقة وأمن شعوبها. كان ولا يزال الدرع الذي يذود عن أرضه وأبنائه، والحضن الدافئ الذي احتضن إخوةً لجؤوا إليه، ففتح لهم قلبه قبل أرضه.

‏وفي هذا السياق، جاءت كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه، التي ألقاها أول أمس، واستمع إليها العالم بأسره، لتكون البوصلة التي أعادت توجيه أنظار المجتمع الدولي نحو حقيقة ما يجري على الأرض الفلسطينية. لم تكن مجرد كلمة عابرة، بل كانت موقفًا راسخًا لقائد آمن بعدالة القضية، وعبّر عنها بجرأة القادة ووضوح أصحاب المبادئ. لقد جسّدت الكلمة رؤية الأردن الثابتة تجاه فلسطين، ورفضه الصريح لكل أشكال الظلم والتهجير، وتمسكه بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية. لقد كانت صوت الحق ونداء العدل، دعَت إلى وقف الانتهاكات وفرض السلام العادل، وأكدت أن لا استقرار يُبنى على أنقاض المعاناة، وأن الأردن، كما كان دومًا، سيبقى الحارس الأمين للقدس، والمدافع الصلب عن الحقوق، والوفيّ لرسالته العربية والإنسانية.

‏اليوم، أصبح لزامًا علينا أن نُنمّي حبنا لهذا الوطن وولاءنا لقيادته، وأن نُحصّن وعينا من الأصوات المعادية التي تحاول عبثًا تشويش صورة الدور الدفاعي المشروع الذي تقوم به المملكة، خاصة ما يتعلق بسيادتها وأجوائها. تلك الأصوات التي تسعى لتقزيم الموقف الأردني وتقديمه وكأنه مجرد بوابة دفاع عن دولٍ أخرى، متجاهلة أن الأردن لا يدافع إلا عن مبادئه، ولا يتحرك إلا من منطلقات أمنه الوطني وواجبه القومي والإنساني.

‏فالأردن لم يكن يومًا تابعًا في قراراته، بل كان دائمًا صاحب قرارٍ مستقل، ينبع من إيمانه العميق بالسلام العادل وحق الشعوب في الأمن والاستقرار. ومواقفه الثابتة تجاه القضايا المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، خير دليل على أن هذا الوطن لا يساوم على مبادئه، ولا يسمح بأن تُستخدم سيادته ورموزه كورقة في حسابات الآخرين.

‏ومن هنا، فإن مسؤوليتنا اليوم هي الوقوف خلف قيادتنا، وتحصين وعينا، والدفاع عن وطننا بكل ما نملك من كلمة ووعي وموقف، فالأردن ليس مجرد موقع على الخريطة، بل رسالة وقضية، وتاريخ من الثبات والعزة لا يُمحى.

‏حمى الله وطننا العزيز، وأدام عليه الأمن والسلام، وبارك في قيادته الرشيدة.











طباعة
  • المشاهدات: 4251
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
23-06-2025 02:35 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم