بقلم : السفير ابراهيم عبيدات
الساعات الاربع والعشرين القادمة ستكون فاصلة في الحرب الدائرة حاليا بين ايران من جهة واسرائيل وداعميها ( الولايات المتحدة والغرب ) من جهة اخرى .
العمليات العسكرية على الارض انتجت مايلي :
اسرائيل كسبت الجولة الاولى بالصدمة نتيجة عمل استخباراتي وتكنولوجي عالي الدقة اربك الجانب الايراني حيث تم التخلص من الصفوف القيادية العليا والصف الثاني واهم علماء الذرة ، وتحييد الدفاعات الارضية والصاروخية وتسيد الاجواء الايرانية بحرية كبيره.
الجانب الايراني استوعب الصدمة الاولى ولملم جراحه بسرعة كبيرة وبدأ برد الفعل وصولا الى عمق الكيان الاسرائيلي وكبده خسائر فادحة لم يفلح التعتيم الاعلامي في حجبها عن العالم .
التصعيد العملياتي بين الطرفين مستمر ويترافق مع تصعيد اخر على صعيد حشد القوة من قبل القوات الامريكية تمثل باستدعاء حاملات الطائرات وارسال مزيد من المقاتلات الاستراتيجية ومزودات الوقود الى القواعد الامريكية القريبة في المنطقة .
طبعا هذا الحشد ترافق ايضا مع تصريحات مربكة للرئيس ترامب ترمي الى التضليل والتهديد والخداع في الوقت الذي ينتظر اللحظة الحاسمة لتوجيه الضربة القاضية لينسب الفضل لنفسه وادارته ويرسل الى العالم رسالة مفادها انه هو صاحب القرار الاول والاخير وليس نتنياهو او اي احد اخر .
الواضح ان الهدف من هذه الحرب لم يكن حرمان ايران من امتلاك السلاح النووي وهو الذريعة التي لم يثبت حتى الان انه امتلكها أو قام بتسريع عمليات التخصيب وصولا الى هذا الهدف كما شهد رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، بل ان الهدف هو تغيير النظام الايراني واستبداله بنظام اليف يدور في الفلك الامريكي ويخدم أهدافه ومصالحه وترتيب المنطقة بحيث تتصدر اسرائيل المشهد كأكبر قوة اقليمية تحظى بالتفوق التكنلوجي والامني ضمن محيط آمن يتحتم عليه تطبيع العلاقات معها .
ايران الآن امام خيارين لا ثالث لهما ، الأول هو التخلي عن برنامجها النووي باتفاق ملزم ، والخيار الاخر هو ان يتخلى النظام عن مشروعه التوسعي واسقاط مشروع تصدير الثوره ، والتخلي عن اذرعه الموجوده في المنطقة ( حماس والحوثي والحشد الشعبي وحزب الله ) نهائيا ، وتطبيع العلاقة مع محيطه العربي واسرائيل وتقديم قيادة براغماتية تتكيف مع الواقع الذي فرضته الاحداث والتماهي مع المشروع الامريكي في المنطقة .
لا أحد يستطيع التنبؤ بالقرار الذي سيتخذه الرئيس ترامب لكن كل الوقائع على الارض تشير الى أن قرار الولايات المتحدة دخول الحرب قد اتخذ والمسألة الان هي مسألة وقت لا اكثر
المنطقة مقبلة على تغييرات دراماتيكية تتطلب درجة عالية من الاستعداد والوعي لاستيعاب تداعياتها وتقليل الخسائر ما أمكن .
السفير ابراهيم عبيدات