حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,17 يونيو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 5181

يوسف رجا الرفاعي يكتب: الدولة العالمية العميقة أمام خياران ،، والكفة تميل لإيران

يوسف رجا الرفاعي يكتب: الدولة العالمية العميقة أمام خياران ،، والكفة تميل لإيران

يوسف رجا الرفاعي يكتب: الدولة العالمية العميقة أمام خياران ،،  والكفة تميل لإيران

16-06-2025 12:02 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : يوسف رجا الرفاعي
ايران ليست دولة ناشئة وليست لاعبا احتياطيا وليست على هامش الخريطة العالمية بل هي الدولة المحورية الأكثر رسوخا " واستقرارا " في المنطقة على الإطلاق إذ لا اطماع لأحد من جوارها من جهاتها الاربع في احتلالها أو إخضاعها بشكل من الاشكال لتكون امتدادا أو جزءا من اي ارض مجاورة لها وهذا ما أثبته التاريخ الجغرافي في بقاءها حتى اليوم كما كانت عليه منذ الاف السنين .

انخرطت ايران في المشروع الذي تم اعداده للمنطقة لتكون لاعباً اساسياً في ذلك المشروع دون ان يكون لها الحرية في تحديد الدور الذي ستلعبه في تلك المرحلة وانها قبلت بذلك ولكن قبولاً يحمل في طياته النظرة المستقبلية لتحقيق اهدافها الاستراتيجية تبعاً للأيديولوجية السياسية والاجتماعية والاقتصادية الايرانية والتي تحتاج الى نَفَسٍ طويلٍ عميقٍ لتحقيقه، وفعلاً بدأت المشاركة الفعلية وقامت بالدور الذي يُعتَبر الاصعب والاكثر اهمية بل هو العتَبَة والمدخل الرئيسي والوحيد الذي مهَّدَ لتنفيذ المشروع في مراحله التاليه فكان لها الدور الرئيسي الفاعل في التحالف الذي أطاح بالنظام العراقي وبالتالي الاطاحة بالعراق واخراجه من المنظومة العربية الخالصة وعلى إثر ذلك تم اعطائها مزيداً من الثقة في انخراطها في تنفيذ المرحلة التالية من المشروع الذي تم اعداده للمنطقة بشكل دقيق لتفتيتها وتقطيع أوصالها كما شهدنا وراينا ذلك راي العين والحال يغني عن السؤال.

الطوفان هو الانعطافة التاريخية التالية مباشرة للانعطاف التاريخي الذي حدث بسقوط بغداد وشهد العالم تغيرا جذرياً في المشهد العالمي برمَّته ،
وإن الطوفان الذي يعيش العالم اليوم في ظل احد مخاضاته العسيرة جداً والمتمثلة في الحرب الدائرة الان ما بين كيان الاحتلال وإيران سيترتب عليها بلا شك تغيرا في المشهد العالمي لا محاله ،

باعتقادي أن الدولة العالمية العميقة اليوم في وضع اشبه ما يكون بالازمة ، فهي بين خيارين:-
- إما الاستمرار في حماية الكيان الذي اصطنعته بريطانيا بمباركة دول أوروبية، وهذا الاستمرار اصبح اليوم وبعد الطوفان مُكلِفٌ جداً والرهان على جودة أداءه وهيمنته المطلقة اصبح موضع شك ومحفوفاً بالمخاطر ،
- أو الاستعاضة عنه بأن تأمر شريك الكيان والحَكَم الغير نزيه ( امريكا ) برفع يد ايران إعلاناً بانتصارها كرفع يد الملاكم المنتصر في حلبة الملاكمة، وهذا ايضا له تبعات كثيرة والرهان عليه محفوفا بالمخاطر

لن تقبل ايران بعد اربعين سنة من السيرِ على ارضٍ وعرةٍ مليئةٍ بالمخاطر ان تكون في حظيرةِ المساومةِ عليها وتعلم أن هذه الايام هي ايام حسمٍ فاصله ،
ايران تدرك انه لا بد من مهزوم ومنتصر في هذه الحرب وان الامر بالغ الوضوح وان لا خيارات متاحة ولا فرص تُعطى بل باختصار شديد إما ان تكون او لا تكون،
ايران شاهدة وشريكة بشكل من الاشكال على كل مفاتيح اللعبة السياسية والعسكرية التي شهدتها المنطقة وتعرف كثيراً من اسرارها وتعلم انه حان الوقت لاستغلال كل هذا في هذه المعركة الفاصله ،

ايران دولة تاريخية منذ الأزل وباقية الى الابد كدولة جارة لمعظم دول العالم العربي والإسلامي الشرق اوسطي وتعلم ان لها مصلحة استراتيجية لا تتغير بتغير الازمان مع الجوار العربي وإن كانت لا يؤتمَن جانبها في بعض الأحيان تبعاً لتغيرات جيوسياسية في المنطقة مُحاوِلةً استغلالها والاستفادة منها لتنفيذ مآربها ، وتعلم أيضاً انه لا غنى للعالم العربي والاسلامي عن حسن الجوار معها حتى لو تحالف مع النظام العالمي كله ،
وباعتقادي ان الفرصة اليوم مواتية لايران لتدرك ان العراق الذي دمَّرته هو الان باب جهنم والممر الآمن للطائرات التي تقصف عاصمتها وللصواريخ التي تُدمِّر بُناها التحتية وانه آن الاوان لها لتثبت لدول الجوار العربي انها دولة قوية قادرة على حماية نفسها بنفسها وان عليها ان تثبت بالفعل النوايا الحسنة لبناء علاقات مع العرب يعيش فيها المحيط باكمله بأمن وامان وان تُعلنها صراحة انها ليست حصان طروادة وليست العدو المتربص بجيرانه للانقضاض عليهم كما روَّج ويروِّجُ لذلك الرئيس الامريكي الحالي .

ختاماً ايران بكل الظروف سواء انتصرت في هذه الحرب او هُزمت فهي باقية ما بقيت الحياة على الارض وان الكيان ولو احتضنه العالم كله من اقصاه الى اقصاه كما يحتضنه اليوم مَن يحتضنه فإنه من ناحية عقائدية وايمانية ومن كل النواحي العقلانية والسياسية والاجتماعية والعسكرية والعلمية تؤكد ان حتمية الزوال لا شك فيها لأنه بالاصل مجرد مشروع واحتمال انتهاءه وفشله وارد جداً وهذا امر لا يختلف عليه عاقل ، والعبرة لمن يَتَدبَّر .
يوسف رجا الرفاعي








طباعة
  • المشاهدات: 5181
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
16-06-2025 12:02 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم