15-06-2025 01:59 PM
بقلم : علي الدلايكة
ليست هي الحالة الاولى ولا هو الظرف الغير مسبوق فيما نمر به من احداث في المنطقة ونكون فيها في عين العاصفة تتلاطمنا الامواج العاتية من كل حدب وصوب وتتصارع المواقف تارة تتقاطع وتارة تتنافر بخصوص ما يجب ان يكون داخليا وخارجيا بعضها ينطلق من الصالح العام والبعض الاخر ينطلق عاطفيا فتنحرف بوصلته باتجاهات اخرى لا تصيب الصالح العام....
وفي حديثنا عما يجري حاليا في المنطقة وما يدور بين ايران واسرائيل والسباق في تبادل الضربات والهجمات وحيث الموقف الاردني الواضح وقبل بدئها بالاعلان ان حدود الوطن جوا وبرا وبحرا مصانة ولا يمكن ان تكون ساحة للنزاعات وهذ من قبيل حفظ وحماية سيادة الوطن واستقلاله واستقراره وحماية الارواح والممتلكات....
ليأتي البعض وينتقد ذلك لموقف عاطفي يمتلكه تجاه ما يحصل في فلسطين ومع الشعب الشقيق في فلسطين وما يواجه من ظلم من قبل اسرائل وهنا نوضح اننا نملك نفس الشعور ويزيد تجاه الاشقاء في غزة وعموم فلسطين واننا كنا وما زلنا نعمل من اجل معاناتهم وحقوقهم المشروعة ولم نساوم عليها في الوقت الذي باعها البعض بثمن بخس والسؤال الذي يطرح نفسه هل الحرب الدائرة الان رحاها قامت بسبب الاوضاع في فلسطين ونصرة لاهلنا في غزة وفلسطين ام انها جاءت كرد فعل على الهجوم الاسرائيلي عليها من اجل اجهاض مشروعها النووي ولو لم تبدأ إسرائيل بالهجوم لما حركت ايران ساكنا واستمرت في مفاوضاتها مع امريكا بخصوص ذلك ولكانت الخطوة اللاحقة التطبيع مع اسرائيل وهذا ما كان يخطط له ترمب ولكن رعونة نتنياهو واعتقاده ان هذة المبادرة والمباغتة قد تفيده سياسيا وشخصيا ولكنني اعتقد انه جاجه حفرت على راسها عفرت .....
لا نقول ذلك ولا نريد ان يفهم من ذلك اننا ضد ايران وهذا بعيد عن حساباتنا في هذة الايام رغم ما لدينا من حسابات سابقة ليست بعيده واننا بذات المقام والمقال لم ولن نهادن اسرائيل ومواقفنا منها واضحة منذ بدء الحرب على غزة وهناك قطيعة غير مسبوقة في العلاقات البينية معها وهناك مواقف علنية واضحة في تعريتها وفضح تصرفاتها دوليا وعالميا وهناك الكثير من المواقف للكثير من الدول تغيرت سلبا تجاه اسرائيل نتيجة قوة الخطاب السياسي والدبلوماسي الاردني من الاحداث في غزة والقدس وعموم فلسطين...
لذلك مطلوب منا جميعا الوعي والادراك التام لمصالح الوطن العليا واين وكيف تكون وباي اتجاه وان لا نخلط بين المصالح والغايات الاستراتيجية لبعض الدول وبين القضايا المفصلية للامة وكيفية التعامل معها وان نفرق بين العمل الواضح والجاد والصادق في تبني قضايا الامة وبين ركوب الموجة واستغلالها والتستر بها لتحقيق مآرب ومصالح خاصة...
وان نبتعد خطابات الكراهية والتشكيك وشيطنة المواقف ونبذ الاشاعة واخذ المعلومة من مصدرها الصحيح
ان كبح جماح اسرائيل ضرورة استراتيجية قصوى وخصوصا بوجود اليمين اليهودي المتطرف لاطماعه التوسعية ولهمجيته وتماديه وعنجهيته في القتل والتنكيل وكذلك هناك دول في المنطقة غير اسرائيل ترى من مصلحتها كبح جماح ايران لانها ترى في تطور قدراتها العسكرية تهديدا امنيا لها لانها لا تخفي اطماع توسعية ورغبات جامحة لسيطرة فكرية وعقائدية في المنطقة وما تخفيه من مشروع توسعي فارسي وعلى حساب دول المنطقة والجوار تحديدا....
ومع كل هذا الخلط بالاوراق ما زال الاردن يبحث عن افق سياسي للتهدئة في المنطقة والاقليم لان القناعة ان التمادي في ذلك سيكون كارثي على الجميع وما زال الاردن يتكلم بالحكمة والعقلانية والتوازن مع الجميع وما زال يطرح ما فيه خير المنطقة والاقليم وما زال ينظر الى عيش مشترك كريم بين شعوب المنطقة وحري بنا ان نكون على قناعة تامة وثقة تامة بقيادة جلالة الملك وانه الاحرص على تحقيق مصالح الوطن العليا والتي تنسجم ومصالح الامة وقضاياها وان جيشنا واجهزتنا الامنية الحامي والامين على حدود الوطن وامنه واستقراره من كل الشرور داخليا وخارجيا ولكن هل يقتنع البعض في المنطقة ويحتكموا الى لغة الواقع والمنطق في التعامل مع الاحداث وعدم الركون على ما كان يعتقد انها حقائق ومسلمات ولكن الاحداث كشفت زيفها...
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
15-06-2025 01:59 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |