سرايا - في مفاجأة علمية قد تغيّر نظرتنا لأهمية النوم، كشفت دراسة حديثة شملت نحو 7000 شخص، أن النوم الإضافي في عطلة نهاية الأسبوع لا يقتصر فقط على استعادة النشاط، بل قد يلعب دوراً وقائياً مهماً ضد فقدان السمع المرتبط بتقدم العمر، خاصة لمن هم في منتصف الأربعينيات وحتى الستينيات من العمر.

ساعة نوم إضافية.. تساوي وقاية بنسبة 40%
وأظهرت الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة "تشونغنام الوطنية" في كوريا الجنوبية، أن النوم لساعة أو أكثر في عطلات نهاية الأسبوع يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بفقدان السمع بنسبة تصل إلى 40% لاحقاً في الحياة.

وتم نشر نتائج البحث في مجلة Annals of Epidemiology، بعد تحليل عادات النوم لدى 6,797 رجلًا وامرأة تزيد أعمارهم عن 40 عاماً، ومقارنتها بمعدلات فقدان السمع الجزئي أو الكلي لديهم.

فوائد أوضح لمن هم دون 65 عاماً
أشارت الدراسة إلى أن التأثير الوقائي للنوم الإضافي كان أكثر وضوحاً لدى الفئة العمرية من 40 إلى 64 عاماً، بينما لم يظهر تأثير ملحوظ لدى من تجاوزوا سن 65.

ويعتقد العلماء أن النوم الكافي يسهم في حماية الروابط العصبية في الدماغ الضرورية لمعالجة الأصوات، كما أن قلة النوم قد تُسبب التهابات تضر بالقوقعة، وهي الجزء المسؤول عن تحويل الأصوات إلى إشارات كهربائية للدماغ.

فقدان السمع.. مشكلة عالمية تتفاقم مع التقدم في السن
بحسب بيانات المعهد الملكي الوطني للصم في المملكة المتحدة (RNID)، يعاني واحد من كل ثلاثة بالغين من مشاكل في السمع، وتصل النسبة إلى نحو 80% بين من تجاوزوا سن السبعين. كما يُعد فقدان السمع أحد العوامل المؤدية إلى مشكلات صحية أكبر، مثل العزلة الاجتماعية والخرف.

النوم ليس فقط للراحة.. بل لصحة الدماغ والقلب
تدعم هذه النتائج أبحاثًا سابقة تؤكد أن "النوم التعويضي" في عطلات نهاية الأسبوع يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والخرف بنسبة قد تصل إلى 70%، خصوصًا لدى من يعانون من نقص النوم خلال الأسبوع.

يقول الباحثون: "تشير دراستنا إلى أن النوم الإضافي في عطلات نهاية الأسبوع قد يشكل وسيلة بسيطة وفعالة للوقاية من فقدان السمع، خصوصاً لدى البالغين في منتصف العمر. الأمر لا يقتصر على الراحة، بل يمتد إلى دعم صحة الدماغ والحواس الحيوية."