04-06-2025 03:48 PM
سرايا - في عالم السياسة، حيث تتقاطع المصالح وتتبدل المواقف، يبرز القادة الحقيقيون من خلال الثبات على المبدأ والالتصاق بهموم الناس، ومن بين هؤلاء، يأتي اسم المهندس خليل عطية، النائب السابق في مجلس النواب، كرمز للمصداقية السياسية والتواصل الشعبي العميق.
ولد خليل عطية في بيئة وطنية أصيلة، ترعرع في عمّان بين أحياءها الشعبية، متشبّعًا بروح الانتماء للأردن ومتشربًا بقيم العدل والكرامة. درس الهندسة المدنية في مرحلة البكالوريوس، ثم درجة الماجستير في القانون الخاص، وبرز كمهندس ناجح قبل أن ينخرط في العمل العام، مدفوعًا بإحساسه العالي بالمسؤولية تجاه وطنه ومجتمعه.
لم يكن دخوله إلى مجلس النواب وليد صدفة، بل نتيجة مسيرة طويلة من العمل النقابي والمجتمعي، جعلت منه شخصية قريبة من المواطن العادي. استطاع خليل عطية أن يفوز بمقاعد نيابية في عدة دورات، معتمدًا على رصيد شعبي صلب، ومواقف سياسية جريئة، وأداء تشريعي ورقابي يحظى بالاحترام.
عرف خليل عطية بمواقفه الثابتة في الدفاع عن القضايا الوطنية والقومية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث كان دائمًا من أوائل من يطالبون بوقف التطبيع مع الاحتلال، ودعم الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية والمحلية.
كما لم يتوانَ عن الوقوف إلى جانب الطبقات الفقيرة والمتوسطة، مدافعًا عن حقوق العمال، ورافضًا للسياسات الاقتصادية التي تمس لقمة عيش المواطن. لم يتردد في توجيه الانتقادات الجريئة عند الضرورة، مما جعله صوتًا حقيقيًا في وجه الفساد والبيروقراطية.
ما ميّز خليل عطية عن غيره من النواب هو ارتباطه العضوي بالناس... لم يتعامل مع النيابة كمنصب أو سلطة، بل كمنبر لخدمة من انتخبوه.
ظلّ سعادة (ابو حسين) حريصًا على الوجود في الميدان، مستمعًا لهموم الناس، مشاركًا في مناسباتهم، ومعبرًا عن تطلعاتهم في قبة البرلمان.
رغم خروجه من البرلمان بعد عدة دورات، فإن اسم خليل عطية لا يزال حاضرًا في المشهد السياسي الأردني، فالتاريخ النيابي لا يُقاس بعدد المقاعد أو سنوات التمثيل فقط، بل بما تركه النائب من أثر في وجدان الناس، وبصمة في التشريع والموقف.
قصة خليل عطية هي نموذج للسياسي القريب من الناس، الثابت على المبادئ، والوفي لوطنه... هي حكاية نجاح لا تُقاس بالمناصب، بل بالإرث الأخلاقي والوطني الذي يخلّفه القادة الحقيقيون في زمن التغيرات والتحديات، تبقى تجربة خليل عطية مرجعًا لكل من يؤمن بأن السياسة يجب أن تكون فعلًا نزيهًا من أجل الناس، لا عليهم.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
04-06-2025 03:48 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |